قصة فتاة الميزان في صنعاء تثير جدلاً واسعاً: بين استغلال الفقر وأثره على النفس الإنسانية - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قصة فتاة الميزان في صنعاء تثير جدلاً واسعاً: بين استغلال الفقر وأثره على النفس الإنسانية - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 12:54 صباحاً

أثارت قصة فتاة صغيرة تعمل بميزان لحساب الأوزان أمام أحد المراكز التجارية في العاصمة اليمنية صنعاء، جدلاً واسعاً بين الناشطين والمهتمين بشؤون حقوق الطفل. الفتاة، التي لا تتجاوز العاشرة من عمرها، أصبحت رمزًا حيًا لمعاناة الأطفال الذين يعانون من غياب الدعم الأسري والإهمال الاجتماعي بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

تفاصيل القصة

الفتاة، التي لم يتم الكشف عن اسمها الكامل، تركها والدها بعد طلاقه لأمها دون أن يوفر لها الحماية أو الرعاية اللازمة. هذه الطفلة، التي كان يجب أن تكون في المدرسة تتعلم وتلعب كباقي أقرانها، اضطرت للعمل ببيع خدمات الميزان لتوفير لقمة العيش هي وأمها المطلقة. ظهرت الفتاة مؤخراً في مهرجان البن وهي تحمل الميزان بحثاً عن مكان مناسب للجلوس وتقديم خدمتها البسيطة.

هذه الصورة المؤلمة أثارت مشاعر الغضب والأسى لدى الكثيرين، حيث وصفها ناشطون بأنها "ملاك صغير" و"درة مكنونة" تعرضت للتخلي عنها من قبل والدها الذي "تركها تواجه مصيرها وحيدة". كما أعربوا عن قلقهم العميق بشأن سلامتها الشخصية في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تشهدها البلاد، خاصة مع تصاعد حوادث اختطاف الأطفال واستغلالهم.

وجهة نظر الناشطين

ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن صدمتهم من قسوة الأب الذي تخلى عن ابنته في هذا العمر الصغير، مشيرين إلى أن "مكان هذه الفتاة هو المدرسة وليس الشارع". وأكدوا أن الاستمرار في العمل بالشارع قد يعرضها لخطر كبير، سواء من خلال التحرش أو الاختطاف، وهو ما دفعهم إلى المطالبة بتوفير حماية أكبر للأطفال في مثل هذه الحالات.

دور الإعلام: بين التعاطف والاستغلال

في السياق ذاته، أثارت قصة الفتاة انتباه الصحفي ماجد زايد، الذي تحدث عنها في إحدى منشوراته، قائلاً إن هذه الفتاة، المعروفة باسم "سلسبيل"، أصبحت "حكاية رائجة" كل عام خلال شهر رمضان. وفقاً لماجد، فإن سلسبيل كانت طفلة صغيرة عندما بدأت عملها بالميزان، وقد لاقت قصتها انتشارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مما جعلها هدفاً لصناع المحتوى الذين يستغلون قصتها لتحقيق مكاسب عاطفية أو حتى مادية.

وأضاف زايد أن سلسبيل ووالدتها اعتادتا على هذا النوع من الاهتمام، وأن الأمر تحول إلى "استغلال متزايد" للفتاة التي بدأت الآن تدخل مرحلة البلوغ. وأشار إلى أن هذا الاستغلال قد يؤثر بشكل كبير على حياتها النفسية والاجتماعية مستقبلاً، محذراً من أن الفقر ليس مبرراً لاستغلال الآخرين لتحقيق الشهرة أو المكاسب المالية.

دعوة للتغيير

اختتم ماجد زايد منشوره بدعوة المجتمع والأسرة إلى تحمل المسؤولية تجاه سلسبيل، قائلاً: "هذه الفتاة مسؤولية الجميع. عليها أن تتعلم، أن تدرس، وأن تختار طريقها بنفسها بعيداً عن الضوء والعناوين. عليها أن تبدأ في نسيان قصتها وتعيش حياتها بكرامة". كما وجه رسالة مباشرة إلى والدة الفتاة، مشدداً على أهمية حمايتها من أي استغلال مستقبلي.

خاتمة

قصة فتاة الميزان ليست مجرد حكاية فردية، بل تعكس أزمة مجتمعية كبيرة تتعلق بحقوق الطفل وحمايته من الاستغلال والفقر. هناك حاجة ملحة لتدخل الجهات المختصة لتوفير حياة كريمة لهذه الفتاة وغيرها من الأطفال الذين يعانون من نفس الظروف، مع ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حماية الطفولة وضمان حقها في التعليم والحياة الآمنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق