شهدت مدينة أم درمان شمالي العاصمة السودانية الخرطوم حادثة مأساوية يوم الثلاثاء، تمثلت في تحطم طائرة عسكرية تابعة للجيش السوداني من طراز أنطونوف، بعد وقت قصير من إقلاعها من قاعدة وادي سيدنا الجوية، إحدى أكبر القواعد العسكرية في البلاد، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العسكريين والمدنيين.

الجيش السوداني يكشف ملابسات الحادث

أصدر الجيش السوداني بيانًا رسميًا مقتضبًا أكد فيه أن الطائرة سقطت أثناء عملية الإقلاع، مما أدى إلى وفاة وإصابة عدد من العسكريين والمدنيين، موضحًا أن فرق الإطفاء تمكنت سريعًا من السيطرة على الحريق الذي شبَّ عقب سقوط الطائرة.

مصادر عسكرية سودانية أكدت لوكالة فرانس برس أن من بين الضحايا عددًا من الضباط ذوي الرتب الرفيعة في الجيش السوداني، والذين كانوا على متن الطائرة أثناء الحادث، وذكرت المصادر أن السبب المرجح لسقوط الطائرة يعود إلى "خطأ فني".
 

ضحايا مدنيون وسط صدمة شعبية

في السياق ذاته، قال مصدر طبي في مستشفى النو بأم درمان، إن خمسة مدنيين على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، وجرى نقل الجثث والمصابين للمستشفى بعد الحادث مباشرة. وتسبب سقوط الطائرة أيضًا في انقطاع التيار الكهربائي عن عدة أحياء مجاورة، ما أدى إلى حالة من الذعر والارتباك بين السكان.

وأكد شهود عيان من المنطقة الشمالية في أم درمان أنهم سمعوا دوي انفجار هائل وقت تحطم الطائرة، مشيرين إلى أن الطائرة كانت تتجه جنوبًا عند سقوطها المفاجئ بالقرب من قاعدة وادي سيدنا.

تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع

يأتي حادث تحطم الطائرة بعد يوم واحد فقط من إعلان قوات الدعم السريع، وهي طرف النزاع العسكري مع الجيش السوداني، أنها أسقطت طائرة عسكرية تابعة للجيش من طراز إليوشن في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ما يزيد من احتمالية تصاعد التوتر بين الطرفين.

وأكدت قوات الدعم السريع في بيان لها، يوم الإثنين الماضي، أن الطائرة العسكرية احترقت بالكامل وتناثر حطامها في منطقة مأهولة بالسكان شمال نيالا.

المخاوف تتصاعد من تصعيد عسكري واسع

هذه الحوادث المتتالية تثير مخاوف متزايدة في السودان، في ظل استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث شهدت الأشهر الماضية مواجهات دامية بين الطرفين في عدة مناطق، أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، فضلاً عن نزوح آلاف المدنيين من مناطق الاشتباكات.

ويخشى مراقبون من أن تؤدي مثل هذه الحوادث إلى زيادة الاحتقان والتصعيد العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في البلاد.