نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إذاعة دمشق تسعى لاستعادة دورها في تجربة تنطلق من الماضي العريق إلى المستقبل. - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 26 فبراير 2025 04:30 مساءً
دمشق-سانا
حمل صوتُ إذاعة دمشق إلى السوريين عبقَ الذاكرة، وسافر معهم حيثما كانوا متسللًا إلى مخيّلتهم، ناسجاً من الصوت صوراً تحاكي واقع الإنسان السوري.
أبو كرم سائق أجرة 44 عاماً يحكي بعفوية ذكرياته مع إذاعة دمشق، فيقول “يرافقني صوت المذياع من أول لحظة أركب فيها سيارتي لأبدأ العمل، أتنقل بين عدة محطات لأرسو أخيراً على موجة إذاعة دمشق، تُعرفني على آخر الأخبار وآخر تسعيرة للوقود”.
حالة الإذاعة عند تحرير سوريا
عانت إذاعة دمشق في ظل الحكم البائد من غياب حرية الكلمة؛ إذ أدى النظام الشمولي إلى تفريغ إذاعة دمشق وسوريا بأكملها من أصالتها ودورها الحضاري.
يصف محمد الشيخ المشرف العام على ملف الإذاعات السورية في الحكومة السورية المؤقتة، واقع إذاعة دمشق بعد التحرير.. “بعد تحرير سوريا، وحين وصلنا إلى إذاعة دمشق، واجهنا واقعاً إعلامياً متردياً للغاية تجلّى في ثلاثة أوجه: تكميم الأفواه والترهل الإداري والواقع التقني السيئ جدًا”.
وأضاف: “كانت سياسة تكميم الأفواه تمنع الإعلاميين – سواء كانوا مذيعين أو مقدمين أو مُعدين – من التحدث بما يخرج عن الإطار المفروض، بينما وصل الترهل الإداري إلى درجة انعكست سلباً على كفاءة العمل وطبيعة وجودة المحتوى المقدم، وبالنسبة للواقع التقني، فالأجهزة المستخدمة كانت أقدم وأقل كفاءة مما كان متوقعا؛ فهي لا تجاري حتى طبيعة المعدات التقنية الملائمة مقارنةً بالقطاعات الخاصة أو ما شهدته إذاعات مدينة إدلب”.
عودة إذاعة دمشق: صوت الحرية والعدالة
يتابع أبو كرم جولته بين أزقة وشوارع دمشق، راوياً ل سانا الثقافية قصة تعلقه بمسلسل “حكم العدالة” الاجتماعي الذي سمعه لسنوات مديدة: “أنتظر المسلسل كل يوم ثلاثاء؛ ربما كنت أنتظر العدالة التي كانت تتحقق في نهاية كل حلقة من المسلسل، لتتحقق على أرض الواقع كما أراها الآن عندما تحررت سوريا”، ويضيف: “آمل أن يكون القادم أجمل، وألّا تغيب فرحة الأطفال والنساء والرجال التي شهدتها يوم التحرير”.
وفي ظل هذه الأجواء، وفي اليوم الأول من العام، أُعيد افتتاح إذاعة دمشق بواقع يعيد مكانتها وهويتها، وهو ما أكدّ عليه الشيخ بقوله: “استبعدنا كل البرامج السياسية التي كانت تمجّد النظام المستبد، وأبقينا على الأعمال التي حملت بصمة الإذاعة، كالمسلسل الدرامي حكم العدالة، إلى جانب البرامج الخدمية والطبية”.
ويضيف الشيخ: “أدرجنا برامج تعكس قيم ومبادئ ثورتنا المباركة، مثل برنامج “قصة معتقل” الذي يقدمه ويعدّه خالد جيرودية، والذي يوثق حياة المعتقلين ومعاناتهم، كما عملنا على إعادة صياغة مضمون البرامج التاريخية لضمان تقديم سرد حقيقي ودقيق لتاريخ سوريا من خلال برنامج “عقود من تاريخ سوريا المعاصر”.
رحلة من التواصل الإنساني..إذاعة دمشق ما بين التجديد وإحياء الذكريات
في محاولة لمواكبة تطلعات المستمعين، تقول مديرة إذاعة دمشق إيمان الخطيب: “في الوقت الذي ما يزال البث يبدأ بالقرآن الكريم ثم الافتتاح ثم شارة آلة البزق من أميرها محمد عبد الكريم، أُعيد صوت الآذان ليُرفع من جديد عبر أثيرها خمس مرات في اليوم كما كان سابقاً، هذه الخطوة تلاها العديد من الإجراءات لاستعادة مساحة الألفة التي افتقدها الكثيرون؛ فمن جانب هناك البرامج التفاعلية والخدمية والتي بقيت لتحل مشاكل الناس، أما من جانب البرامج الجديدة أضفنا برامج تحمل أصوات الناس وقصصهم، مثل “شاهد على الثورة” و”إضاءات على رموز الثورة السورية”، والتي تعيد إحياء الذكريات وتكرّم الأبطال الذين صنعوا لحظات مفصلية في التاريخ السوري”.
وجاء برنامج “نقاط على الحروف” ليضع القضايا الساخنة في دائرة النقاش بوضوح وشفافية وفق الخطيب، بينما يفتح “بودكاست دمشق” نافذة حديثة للتواصل مع المستمعين عبر أساليب جديدة تتماشى مع العصر الرقمي.
في رمضان.. إذاعة دمشق تعيد إحياء ذكريات الأمس الجميلة
وعن خطة الإذاعة في الشهر الفضيل تقول الخطيب: “رمضان مناسبة خاصة نحرص على الاحتفاء بها بطريقتنا الخاصة، نريد أن نعيد للمستمعين تلك الأجواء الرمضانية التي عاشوها في طفولتهم وشبابهم، وأن نذكرهم بتلك الأعمال الخالدة التي كانت جزءاً من حياتهم اليومية، كمسلسل “صابر وصبرية” لنعيد إلى الأذهان ليالي رمضان التي كانت تجمع العائلات.
آفاق جديدة.. بين إرث عريق ومستقبل مشرق
لا تتوقف الإذاعة عند الماضي، بل تتطلع إلى المستقبل، تقول الخطيب “نسعى لتقديم نشرات إخبارية على رأس كل ساعة، مع تمديد التغطية حتى ساعات الليل المتأخرة، لضمان أن يبقى المستمع على اطلاع دائم. وفي الوقت ذاته، نعمل على أن يكون المحتوى أكثر رصانة بما يليق بتاريخ وعراقة الإذاعة، وليكون أكثر انسجاما مع هوية سوريا الجديدة، عبر تقديم برامج متنوعة بمقاييس تناسب ذائقة جمهورها وتوازن بين الإمتاع والتسلية والفائدة”.
إذاعة دمشق.. إرث حيّ ومستدام
منذ عام 1947، وفي شهر شباط من كل عام، نحتفي بإذاعة دمشق وتحتفي بنا، إذاعة رافقت السوريين على مدار 78 عاماً في حلهم وترحالهم عبر سنين مديدة عاصرت الانقلابات، ثم الوحدة بين سوريا ومصر، وسياسة الصوت الواحد، والآن يعود صوتها ليتنفس من جديد، واقع نأمل فيه بمساحاتٍ من حريةٍ وعدلٍ تليق بكل سوريّ وسوريّة.
لمتابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen
0 تعليق