أعلنت حركة حماس، مساء اليوم الأربعاء، عن استعدادها لتسليم جثامين أربعة رهائن إسرائيليين، كجزء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، مقابل إطلاق إسرائيل سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني تأخر الإفراج عنهم في الأيام الماضية.

وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة، فإن عملية التسليم ستتم من دون حضور جماهيري أو مراسم علنية، تفاديًا لأزمة مشابهة لما حدث الأسبوع الماضي، حين اتهمت إسرائيل حماس بإقامة مراسم «مهينة» أثناء تسليم الرهائن.

تفاصيل الصفقة: تسليم جثامين مقابل 625 أسيرًا فلسطينيًا

وأوضحت مصادر فلسطينية مقربة من حماس أن الحركة ستسلم مساء اليوم الأربعاء جثث أربعة رهائن إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على أن تتسلم إسرائيل الجثامين من معبر كرم أبو سالم. في المقابل، ستطلق إسرائيل سراح 625 معتقلًا فلسطينيًا، بينهم 602 أسيرًا تأخر الإفراج عنهم منذ السبت الماضي، إضافة إلى 23 آخرين من النساء والأطفال الفلسطينيين.

وكان عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حماس، قد أكد في تصريحات نقلتها وكالة «شهاب» للأنباء أن عملية التبادل ستجري بآلية جديدة تضمن التزام الاحتلال الإسرائيلي بالتنفيذ الكامل والمتزامن، مشيرًا إلى أن الوسطاء المصريين ضمنوا تنفيذ الصفقة، وأن حماس ملتزمة بشكل كامل بالتفاهمات التي تم التوصل إليها مع الجانب المصري.

استعدادات لاستقبال الأسرى الفلسطينيين في غزة

على الجانب الفلسطيني، أعلن مكتب إعلام الأسرى في حركة حماس، أن الاستعدادات قد بدأت بالفعل في المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس لاستقبال الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم الليلة. وأشار المكتب إلى أن الأسرى المتوقع وصولهم من الجانب الإسرائيلي سيتوافدون إلى غزة بين الساعة العاشرة مساءً ومنتصف الليل.

هل تتجه الصفقة نحو المرحلة الثانية؟

رغم هذا التطور، كشفت حركة حماس أنها لم تتلقَّ حتى الآن أي مقترح رسمي بشأن المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى، على الرغم من تأكيد الحركة على جاهزيتها وجديتها الكاملة للمضي قدمًا نحو إتمام المراحل المتبقية من الاتفاق

وأوضح مصدر مقرب من حماس أن الوسطاء أبلغوا الحركة أنهم يعملون على بدء مفاوضات المرحلة الثانية بأسرع وقت ممكن، مشددين على ضرورة تنفيذ إسرائيل للبروتوكول الإنساني بشكل فوري ودون أي مماطلة.

ردود فعل دولية وأمريكية إيجابية

في السياق ذاته، أكد ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، أن وفدًا إسرائيليًا توجه بالفعل للمشاركة في مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة، معلنًا استعداده الشخصي للتدخل في هذه المفاوضات إذا اقتضى الأمر. واعتبر ويتكوف أن الهدف الأساسي من المرحلة المقبلة هو إطلاق سراح مزيد من الرهائن الإسرائيليين في غزة.

يُذكر أن إسرائيل كانت قد أرجأت إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين الأسبوع الماضي احتجاجًا على ما وصفته بـ الاستعراضات العسكرية المهينة التي أقامتها حماس أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين في السابق. وهو ما دفع الوسطاء هذه المرة إلى ضمان تنفيذ عمليات التبادل بشكل متزامن وبعيد عن الأجواء الجماهيرية.