في تصريح لافت، أشار القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي، لطفي شطارة، إلى مقارنة بين مؤتمري الحوار في اليمن وسوريا، مستعرضاً تأثير السياقات السياسية والظروف التي أحاطت بكل منهما على نتائجهما.

وأكد شطارة أن "مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي عقد في صنعاء عام 2013 كان قد انطلق قبل اندلاع الحرب، بينما يأتي الحوار السوري المزمع عقده في 2025 بعد سنوات طويلة من النزاع المسلح".

وأوضح شطارة أن "الاختلاف الجوهري بين المؤتمرين يتجلى في كيفية التعامل مع قضايا أساسية مثل التمثيل السياسي والاستناد إلى القوة العسكرية".

وأشار إلى أن "مؤتمر الحوار اليمني اعترف بوجود قضية جنوبية كقضية مركزية، لكنه رفض تقديم حلول حقيقية لها واستند إلى الاستقواء بالسلاح لتحقيق أهدافه"، مما أدى إلى فشل المؤتمر في تحقيق السلام المستدام.

أما بالنسبة للحالة السورية، فقد أكد شطارة أن "الحوار المرتقب هناك يبدو أكثر التزاماً بإطار سياسي واضح، مع استبعاد الخيار العسكري كوسيلة لحل الخلافات". وأضاف: "سوريا دولة ذات تاريخ طويل من الوحدة الوطنية، وأعتقد أن حوارها سينجح لأن الأطراف المعنية تتبنى الآن رؤى أكثر واقعية وتوازناً".

وفي ختام حديثه، أكّد شطارة أن "الوضع في اليمن مختلف تماماً، حيث لا يمكن تحقيق أي حل دائم إلا عبر إقرار دولتين: دولة شمالية ودولة جنوبية"، مشدداً على أن "الفشل الذي شهده مؤتمر الحوار اليمني يعود إلى عدم معالجة جذور المشكلة الجنوبية بشكل مباشر ومنصف".

هذه التصريحات تعكس رؤية سياسية واضحة بشأن أهمية مراعاة خصوصيات كل بلد عند وضع الحلول السياسية لأزماته، مع التركيز على ضرورة بناء توافق وطني حقيقي يراعي طموحات جميع الأطراف.