لا يزال أصداء لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يحظي باهتمام عالمي، وذلك بعد تحول اللقاء إلى حلبة مناوشات كلامية بين الطرفين انتهى بطرد زيلينسكي من البيت الأبيض. 

لقاء ترامب و زيلينسكي.. ذكرى لن تنسى في تاريخ البيت الأبيض 

في بداية اللقاء يبدو أن ترامب كان يعد للرئيس الأوكراني ليلة لا تنسي والحقيقة ستكون ذكرى في تاريخ البيت الأبيض، وما تعرض له زيلينسكي من حملة هجوم لاذعة أشعلها جي دي فانس نائب ترامب، وكأنه كان ينتظر هذه الفرصة من أجل الهجوم على زيلنسكي أمام الصحافة العالمية. 

فبداية اللقاء بين زيلينسكي الرجل الذي اعتاد على ارتداء الزي العسكري منذ بداية الحرب في  24 فبراير 2022 كافة المحافل الدولية، كان يكشف أن اللقاء لا يبشر بالخير، فمنذ أن حط الرئيس الأوكراني قدميه على البيت الأبيض واستقبله ترامب، استعد زعيم المكتب البيضاوي لشحن طاقته لبدأ الهجوم على زيلينسكي في إطار إطلاق مزحة (كانت ثقيلة) على زيلنسكي حول ملبسه، وقال ترامب:" أنت متانق اليوم". 

ثم وعاد الرئيس ترامب يسأله مرة أخرى قائلاً:" لماذا ترتدي الزي العسكري.. لماذا لا ترتدي ملابس تليق بالبيت الأبيض؟".

ليرد زيلينسكي على ترامب:"استقبلتني في البيت الأبيض لإهانتي".

هذه التعليقات الصادرة من زعيم البيت الأبيض ومحاولة السخرية من الرئيس الأوكراني أمام الصحافة العالمية، أثارت استياء وانتقاد واسع تعرض له، إلا أن هذه الهجوم الترامبي لم يكن إلا البداية لحرب التصريحات الكلامية بين زيلينسكي وترامب ونائبه، الذي حرص الأخير على إذلال الرئيس الأوكراني، لكن رغم ذلك حرص زيلينسكي على صد هذه الهجمات وعليه حظي بردود فعل داعمة من قبل المعسكر الأوروبي. 

ترامب يقف صامت أمام ماسك ونجله 

والمفارقة للمشهد وانتقاد اللاذع الذي تعرض له زيلينسكي بسبب زيه العسكري الذي يحمل دلالات رمزية، وأكد عندما عاد صحفي يكرر نفس السؤال أنه سيخلع هذا الزي عند وقف الحرب، أن ترامب أو نائبه لم ينتقدوا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المسؤول عن وزارة كفاءة الحكومة الجديدة عندما جاء إلى المكتب البيضاوي لايرتدي بدلة وإنما زي غير رسمي حاملاً ابنه على كتفه وتركه يلعب ويمرح في اروقة المكتب الأبيض، ولم يوجه له انتقادات أو هجوم سواء من قبل ترامب أو نائبه بل كان زعيم البيت الأبيض جالس صامت أمام حضرة الملياردير الأمريكي ونجله! 

الخلاف بين زيلينسكي وترامب يعكس مدى عمق الخلافات، وأن الرئيس الأوكراني مما لا شك فيه سيواجه سلسلة من التحديات خلال فترة ولاية ترامب، قد تنتهي في نهاية المطاف تقديم تنازلات من كييف من أجل تنفيذ شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.