في أطول خطاب على الإطلاق لرئيس أمريكي أمام جلسة مشتركة للكونجرس، استعرض الرئيس دونالد ترامب رؤية إدارته للسياسات الداخلية والخارجية. وركز الخطاب على ملفات حساسة مثل التعريفات الجمركية واتفاقية المعادن مع أوكرانيا، إلى جانب مساعي ضم جرينلاند واستعادة السيطرة على قناة بنما، مع وعود بإعادة الرهائن من غزة وشن حرب على عصابات المخدرات المكسيكية.

وشدد الرئيس الأمريكي على أهداف اقتصادية وأمنية.

فيما شهدت الجلسة أجواء متوترة تخللتها احتجاجات من بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين، بينما اختتم ترامب خطابه بتأكيد أن «أمريكا عادت»، مشددا على أن «الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه».

وأكد أن الولايات المتحدة على وشك تحقيق «عودة لم يشهد العالم مثيلا لها»، مشيرا إلى أن بلاده أصبحت أقوى وأكثر استعدادا لتحديات المستقبل.

واحتلت التعريفات الجمركية والتجارة الدولية الصدارة في خطابه، حيث أعلن ترامب أن جميع الواردات إلى الولايات المتحدة ستخضع لتعريفات جمركية متبادلة اعتبارا من 2 أبريل.

وأكد أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى «بعض الاضطرابات»، لكنها ضرورية لحماية الاقتصاد الأمريكي.

وفي الملف الأوكراني أعلن ترامب أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستعد لتوقيع اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة «في أي وقت».

وأوضح أنه تلقى رسالة رسمية تعلن استعداد أوكرانيا للتفاوض مع روسيا.

وجدد الرئيس الأمريكي في خطابه التعبير عن رغبته بأن تسيطر بلاده على جرينلاند، مؤكدا لسكان الإقليم الدانماركي المتمتع بحكم ذاتي أن الولايات المتحدة «ستحافظ على سلامتكم».

وقال «نحن بحاجة إلى (جرينلاند) حقا من أجل الأمن العالمي الدولي - وأعتقد أننا سنحصل عليها. بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليها معا، سنأخذ جرينلاند إلى آفاق لم تتخيّلها من قبل».

كما أعلن أن الولايات المتحدة ستستعيد السيطرة على قناة بنما، ولطالما أشار ترامب إلى أن القناة ممر استراتيجي لا يمكن أن يبقى خارج النفوذ الأمريكي، وذلك من أجل ضمان المصالح التجارية والاقتصادية للولايات المتحدة في المنطقة.

كما أكد على إعادة الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة، بدون تقديم تفاصيل إضافية.

وتعهد ترامب بشن حرب على عصابات المخدرات المكسيكية، وذكر أنه صنف العديد من هذه الكارتيلات كمنظمات إرهابية.

وأكد أن عبور المهاجرين غير الشرعيين الحدود وصل إلى أدنى مستوياته في التاريخ، معيدا اتهامه لكندا والمكسيك بالتساهل في تهريب الفنتانيل إلى الأسواق الأمريكية.

وفي الشأن الداخلي، قال ترامب إن الولايات المتحدة «لن تكون بعد اليوم -يقظة-»، وهو مصطلح مهين يستخدمه المحافظون لوصف ما يعتبرونه تشددا مفرطا في تلبية مطالب الأقليّات.

وأكد ترامب بأن «هناك جنسين فقط، ذكر أو أنثى»، مشيرا إلى توقيعه مرسوما يمنع النساء المتحولات من المشاركة في المنافسات الرياضية النسائية.

كما أعلن أن الولايات المتحدة لن تكون «يقظة» بعد اليوم، في إشارة إلى إنهاء سياسات التنوع والشمول التي يرى أنها أثقلت المجتمع الأمريكي وعطّلت حريته.

وشهد الخطاب توترات داخل القاعة حيث قاطع بعض النواب الديمقراطيين حديث ترامب، وتم طرد النائب الديمقراطي آل جرين بعدما رفض التوقف عن الاحتجاج بصوت عال.

واجه ترامب أيضا صيحات استهجان من بعض المشرعين الديمقراطيين أثناء حديثه عن سياسات الهجرة، مما زاد من حدة التوتر في قاعة الكونجرس.

كما ارتدت مجموعة من النائبات الديمقراطيات في الكونجرس الأمريكي اللون الوردي خلال خطاب الرئيس دونالد ترامب، تعبيرا منهن عن تحديهن لسياساته.

وأوضحت النائبة تيريزا ليغر فرنانديز، التي تقود الكتلة النسائية الديمقراطية، أن اللون الوردي يمثل «احتجاجنا على السياسات التي تؤثر سلبًا على النساء والأسر»، مشيرة إلى أن «اللون الوردي يرمز إلى القوة والتعبير عن الموقف، وقد حان الوقت للوقوف بشكل أقوى في مواجهة ترامب».

وقبل الخطاب، تجمعت الكتلة النسائية، التي تضم 96 نائبة، خارج الكونجرس للتعبير عن موقفهن.

وأكدت ليجر فرنانديز أن «النساء لم يعد بإمكانهن تحمل سياسات ترامب، التي تؤثر بشكل كبير على المال والصحة والسلامة».