بورتريه: ماريا زاخاروفأ ثورة الشرق - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بورتريه: ماريا زاخاروفأ ثورة الشرق - اخبارك الان, اليوم الجمعة 13 سبتمبر 2024 05:15 مساءً

بورتريه: ماريا زاخاروفأ ثورة الشرق

نشر في الشروق يوم 13 - 09 - 2024

2325811
تنساب الكلمات من حنجرتها معبرة عن شخصية قوية ومتمكنة تتمتع باتساع أفق التفكير وتختزل كل مقومات الدافع الحضاري.
«ماريا زاخاروفا» المتحدثة باسم الخارجية الروسية هي مزيج بين هالة الإنضباط العسكري وسحر المرأة الشرقية الأصيلة التي تستمد من إرثها الحضاري سائر الخصال التي تجعل منها ملكة تدور حولها كل أغراض الحياة.
وبتلك الخصال اكتسبت زاخاروفا دورا رياديّا مؤثرا في المعركة الدائرة على أشدها لتصحيح مجرى التاريخ عبر تفكيك سائر الكيانات المصطنعة والمفاهيم المفتعلة التي صنعت وهم تفوق الغرب.
وعندما تقارن بين أناقة «ماريا زاخاروفا» وصفاء فكرها وطلاقة لسانها وبين أولئك المهرجين الذين يطبقون على أنفاس الشعوب الأوروبية والأمريكية ويمنعون في إشاعة الأكاذيب واستخدام كل الوسائل القذرة بما في ذلك تقتيل النساء والأطفال بالقنابل الفوسفورية ستدرك حتما أن الشرق هو موقد الحضارة وأن الغرب هو منبت الهمجية.
وبالنتيجة تختزل شخصية زاخاروفا مفهوم الرداع الثقافي الذي يضطلع بدور محوري في هذا الصراع الإنساني ضد المنظومة الصهيونية التي تسميها روسيا «النازية الجديدة» وذلك من خلال دقة المعلومات وعمق التحليل الذي تواجه به أكاذيب الغرب ونفاقه لتنسف بذلك أهم أدوات الهيمنة الغربية وهي التضليل وهو ما يفسر إلى حدّ يعيد هذا الإستهداف الغربي الممنهج للإعلام الحر لاسيما من خلال اغتيال أكثر من 230 صحفيا في قطاع غزة والقيود التي تفرضها حكومات أمريكا وأوربا على القنوات والمنصات الإلكترونية التي تنقل الحقيقة وينبثق عنها وعي إنساني جديد على وقعه مساحيق «الديمقراطية الغربية» وهو ما يعبر عنه بكل وضوح التغير الجذري الحاصل في المفاهيم حيث أصبحت البشرية بأسرها تدرك أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والأرض الذي يواجه الإرهاب الصهيوني منذ 76 عاما مثلما تدرك أن «زيلنسكي» لا يدافع عن أرضه بقدر ما يستخدم شعبه وقودا لمعركة يشنها ما يسمى «الغرب الجماعي» ضد روسيا الإتحادية لإضعاف دورها المحوري على الصعيدين العسكري والثقافي في إسناد ملحمة التحرر الإنساني من هيمنة و سموم المنظومة الصهيونية التي بلغت مرحلة الإحتضار بعد أن خسرت أهم أسلحتها ولاسيما التضليل والتهديد بالإرهاب.
وربما تجيد ماريا زاخاروفا أكثر من غيرها فضح هذا الإنهيار الحضاري الذي تعيش على وقعه حكومات أمريكا وأوربا وبات يؤشر لمنعرج غير مسبوق في تاريخ البشرية سيجرف سائر الكيانات المركبة والمفاهيم المقبركة التي تراكمت بالفتنة والتضليل على مدى خمسة قرون من الزمن منذ تفكك وحدة الديانة المسيحية في نهاية القرن السادس عشر الذي كان فاتحة لإفساد المجتمعات الغربية ثم تصدير أزماتها المستعصية الناجمة عن تآكل منظومة القيم إلى دول الجنوب عبر الحقبة الإستعمارية.
وفي هذا الصدد تضطلع المتحدثة بإسم الخارجية الروسية بدور بالغ التأثير في تضييق الخناق على هذا الغرب المتوحش الذي ضربه سرطان الصهينة إلى النخاع وذلك من خلال فحوى تصريحاتها اليومية التي تكشف زيف ما يردده مبغاوات الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والمهرج زيلنسكي الذين يمثلون بكل المقاييس مصانع للكذب وتزييف المفاهيم.
وبالمحصلة تمثل ماريا زاخاروفا قوة الرادع الثقافي في هذه المعركة التي تصل اليوم إلى مدارها الأخير بين الشعوب الحرة وجحافل العبيد الذين ابتلعهم «دين المال» الذي يمثل محرك وغاية العقيدة الصهيونية.
والواضح أيضا أن هذا الرادع الثقافي يستمد قوته من ثراء وتجذر شتى معاقل الحضارة الحقيقية ومنها روسيا الإتحادية حيث تتوفر مقومات التعايش بين الطوائف والأديان المختلفة وتتفتق عبقرية البشر في شتى مدارات الإبداع والمعرفة مثل النحت والشعر والموسيقى وفن المعمار والطب والهندسة وهو ما يفرز بالنتيجة قوة الدافع الحضاري لشعب روسيا حيث يصعب التمييز بين المواطن العادي والعسكري الواقف على خط المواجهة المسلحة.
وبهذه الخصال تضل روسيا الإتحادية بلا منازع ملهما لكل شعوب العالم في التضحية من أجل الأرض والكرامة والحرية حيث أن ما تحملته إبان الحصار النازي على مدينة لينينغراد الذي دام 871 يوما يتجاوز حدود الخيال.
ويشكل ملحمة إنسانية متفردة حيث اشتركت في المعركة كل أطياف الشعب بما في ذلك أطفال المدارس الذين تكفلوا بحماية المعالم التاريخية من القصف الألماني تعبيرا عن وعي متأصل بأن التاريخ هو الوجود.
وعلى هذا الأساس تمثل ماريا زاخاروفا واجهة براقة لأمة عظيمة حافظت على شعلة القيم باعتبارها وقود الشعوب الحرّة.
ومن هذه الزاوية أيضا تتعرى العبقرية الفذة الغربية التي نفخت كثيرا في هجوم زيلنسكي الخاطف على مدينة كورسك لإيهام الأغبياء بأن روسيا ستغرق في الدفاع عن أرضها وشعبها والحال أن ألمانيا النازية التي كادت تبتلع الغرب بأسره لم تستطع بملايين الجنود وآلاف الطائرات والدبابات أن تحتل شبرا واحدا من تراب روسيا.
وخسرت في مدينة «كورسك» نحو مليون جندي و 2900 دبابة في معركة انتحارية انتقل الجيش الأحمر الروسي على إثرها إلى مرحلة الهجوم التي لم تستغرق كثيرا من الوقت وانتهت بإستسلام ألمانيا النازية وانتحار أدولف هتلر بعد اجتياح روسيا للعاصمة برلين ...من قال إن التاريخ لا يعيد نفسه؟.
الأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق