إعداد: خنساء الزبير

أستراليا مساحة تحتضن الطبيعة بأطيافها المختلفة، من سهول صفراء شاسعة ومياه زرقاء مذهلة، تتشاركها إحدى أقدم ثقافات الدنيا مع موجات متتالية من الوافدين الجدد من جميع أنحاء العالم لتشكيل لوحة من تمازج إنساني مع خلفية من طبيعة خارقة.
وباعتبارها أكبر جزيرة على الأرض، وتمتد عبر عدة مناطق زمنية، فهي تتمتع بمجموعة من المناظر الطبيعية التي تتراوح من الصحاري القاحلة الشاسعة والأراضي العشبية إلى الغابات المطيرة الاستوائية الخصبة والمدن الساحلية المشمسة.
موسم الربيع، والذي يأتي في الأشهر من سبتمبر إلى نوفمبر، يعني المزيد من الأمطار في عدد من المناطق ولكن مع درجات الحرارة أكثر اعتدالاً، ما يجعل من السهل تجربة الحياة في المدينة وفي المناطق النائية والتمتع بمشاهدة المعالم السياحية.
المركز الأحمر

منطقة في الإقليم الشمالي تمنح زيارتها فرصة مشاهدة غروب الشمس فوق أشهر صخرة ضخمة في العالم، «أولورو» التي تمثل أهمية كبيرة لشعب أنانغو، كما أن الحجم الهائل للقباب الحمراء البالغ عددها 36 في كاتا تجوتا القريبة، داخل نفس الحديقة الوطنية، منظر آخر لا يجب تفويته.
ويعزز هذا الجمال الطبيعي للصحراء التركيبات الفنية الغامرة.
وعلى الرغم من وجود العديد من الأنشطة الترفيهية، مثل الرحلات ذات المناظر الخلابة وركوب الجمال، فإن استكشاف أقدم ثقافة حية في العالم أمر يتسم بشعور مختلف. 
ويمكن الانضمام إلى جولات سيراً على الأقدام ودروس فنية بقيادة مرشدين من السكان الأصليين بالقرب من أولورو ومنتزه واتاركا الوطني.
منطقة الأنهار الشمالية

يعد خليج بايرون البوهيمي، والذي أصبح وجهة مفضلة للمشاهير والرحالة على حد سواء، هو الوجهة الأكثر شهرة في شمال نيو ساوث ويلز ولكنه ليس سوى جزء صغير من منطقة الأنهار الشمالية التي تحتضن في الداخل قرى خلابة وبلدات هادئة تستحق الاستكشاف.
ويمكن السباحة في شلالات كيلين، أو التجول في مجتمع نيويبار الساحر، أو تجربة البضائع في مزارع المكاديميا المحيطة وأكشاك المزارع.ومن التجارب التي لا يجب تفويتها زيارة قسم تويد من مسار السكك الحديدية في نورثرن ريفرز، والذي تم افتتاحه في عام 2023. ويربط ممر السكك الحديدية المهجور هذا، والذي يبلغ طوله 24 كيلومتراً، القرى التاريخية في المنطقة ومن الأفضل استكشافها بالدراجة.
ويوصى بزيارة سوق المزارعين في مولومبيمبي في صباح يوم الجمعة.
جزيرة الكنغر

من أجمل مواقع الحياة البرية ورحلات السفاري في أستراليا، وتقع على الجانب الآخر من المياه من أديلايدت، وهي ملاذ للحياة البرية، بما في ذلك حيوانات الكنغر وحيوانات الوالابي والكووالا وخلد الماء والكثير غيرها.
ويمكن مشاهدة طيور البطريق الصغيرة في الجزيرة وهي تتجه إلى أوكارها في بينيشو ورؤية ثالث أكبر مستعمرة لأسود البحر في العالم بين المنحدرات الجيرية.
وربما يتمكن الزائر من إلقاء نظرة على طائر الكوكاتو الأسود اللامع المهدد بالانقراض بذيله الأحمر، أو مشاهدة حيوان دونارت الخجول للغاية، وهو نوع من الحيوانات الجرابية الصغيرة المتوطنة في الجزيرة.
ولا تشكل الجزيرة ملجأ للكائنات البرية فحسب، بل إنها موطن أيضاً لعدد لا يحصى من المنتجين المحليين، مثل مربّو النحل الذين ينتجون العسل من مستعمرة النحل الليغورية الأصيلة الوحيدة المتبقية في العالم.
شاطئ بوندي

أحد أفضل الشواطئ في العالم رغم ازدحامه، فهو أقرب شاطئ مطل على المحيط إلى وسط المدينة (على بعد 8 كم)، ويتميز بأمواج جيدة باستمرار، وهو رائع للسباحة حيث يكون متوسط درجة حرارة الماء 21 درجة مئوية.
وإذا كان البحر هائجاً بعض الشيء يمكن التوجّه إلى أحواض المياه المالحة المناسبة للأطفال في كلا طرفي الشاطئ، والتي تم تحسينها في عام 2019. كما يتزلج راكبو الأمواج على امتدادات رملية في كلا طرفي الشاطئ، وهو مكان جيد للمتعلمين.
وفي الطرف الشمالي من الشاطئ توجد منطقة عشبية بها شوايات تعمل بالعملة المعدنية.
والشاطئ محاط بشبكة تحميه من أسماك القرش البيضاء الكبيرة. 
الحدائق النباتية الملكية

تُعد الحدائق النباتية الملكية في ملبورن واحدة من أفضل الأمثلة على المناظر الطبيعية في العصر الفيكتوري في العالم، وتجذب أكثر من مليوني زائر سنوياً.
وتشتمل على نباتات من جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى ظهور قوي للنباتات الأسترالية الفريدة.
وتوجد أنظمة بيئية صغيرة وحديقة أعشاب وغابات مطيرة أصلية وسط مساحات خضراء واسعة مناسبة للنزهات، وتنتشر برك للبجع.
ومن الأعلى تبدو هذه الحدائق المذهلة، والتي تبلغ مساحتها 38 هكتاراً، وكأنها مجموعة من الرئات الخضراء العملاقة في قلب المدينة. وفي الصيف تستضيف الحدائق سينما مونلايت، وهي سينما متنقلة تُعرض فيها الأفلام الكلاسيكية والجديدة تحت النجوم. كما تعد العروض المسرحية في الهواء الطلق من أبرز الأحداث الصيفية، بدءاً من مسرحيات شكسبير إلى ريح الصفصاف، وهي في الغالب فعاليات مناسبة للأطفال.
ويُنصح بشدة بجولة في التراث الأسترالي الأصلي، فهذا موقع ذو أهمية ثقافية لأمة كولين المحلية، وفي الجولة يتعلم الشخص كيفية تحديد النباتات المحلية المهمة مع مرشد من السكان الأصليين.
صخرة الموجة

تشكلت صخرة الموجة متعددة الألوان في ويف روك، على بعد 209 أميال شرق بيرث، منذ نحو 60 مليون عام نتيجة لعوامل التجوية وتآكل المياه.
وهي مخططة بالألوان الناتجة عن جريان المياه من الينابيع المعدنية المحلية، وتتخذ شكل حافة واحدة من نتوءات الجرانيت الأكبر حجماً والتي تسمى صخرة هايدن. ورغم أنها ليست ضخمة، حيث يبلغ ارتفاعها 49 قدماً فقط وطولها 360 قدماً، إلا أنها مثيرة للإعجاب. 
ويؤدي مسار شديد الانحدار إلى قمة صخرة هايدن، ويمر عبر جدار من الخرسانة تم بناؤه على طول قمة الصخرة لمنع راكبي الأمواج الحجرية من السقوط إلى الهاوية.