ت + ت - الحجم الطبيعي

في 7 يونيو الماضي، قامت شركة «إنفيديا» الأمريكية بتجزئة أسهمها، بتحويل سهم واحد إلى 10 أسهم، وهي خطوة حولت سعر السهم الواحد من حوالي 1150 دولاراً إلى 115 دولاراً، فأصبح لدى مالك السهم بعد التجزئة 9 أسهم إضافية مقابل كل سهم كان يمتلكه في السابق، أي أن المستثمر الذي يمتلك 10 أسهم من «إنفيديا» قبل التجزئة، ستزيد حيازته إلى 100 سهم.

كذلك، قامت صانعة السيارات الكهربائية «تسلا» بتجزئة السهم مرتين في عامي 2020 و2022، وكذلك «ألفابت» مرتين آخرهما في 2022، وقسمت «آبل» السهم 4 مرات كانت آخرها في 2020، وقامت «أمازون. دوت كوم» بـ3 عمليات تقسيم أحدثها في يونيو 2022.

وأصبحت تجزئة الأسهم أمراً شائعاً في السنوات الأخيرة، وخلال عام 2024، أعلنت 6 شركات مدرجة بمؤشر «إس آند بي 500» عن عمليات تقسيم أسهمها مقارنة بـ4 شركات فقط في عام 2023، كذلك، أعلنت شركة «سوني» عن خطط لتقسيم الأسهم، كما فعلت سلسلة متاجر التجزئة «وول مارت» في وقت سابق من هذا العام.

ماذا تعني تجزئة الأسهم؟

تجزئة الأسهم، هو قرار تتخذه الشركة لزيادة عدد الأسهم القائمة بمضاعف محدد، حيث يقوم مجلس إدارة الشركة بإصدار المزيد من الأسهم لمساهميها الحاليين دون إضعاف قيمة حصصهم، حيث تزيد التجزئة عدد الأسهم القائمة وتقلل من القيمة الخاصة بكل سهم، أي يتغير عدد الأسهم القائمة فيما تظل القيمة السوقية الإجمالية للشركة وقيمة حصة كل مساهم كما هي.

أهميتها

باختصار، يعتبر الهدف من هذه العملية هو زيادة عدد الأسهم المتداولة لتصبح في متناول عدد أكبر من المساهمين، فضلاً عن تخفيض سعر السهم، ليصبح أكثر جاذبية للمستثمرين، وبالتالي زيادة الطلب على أسهم الشركة.

وبالرغم من زيادة عدد الأسهم التي يمتلكها المستثمر فإن ذلك لا يعني حصوله على أرباح نقدية أكثر عند توزيعها، فتجزئة القيمة الاسمية للسهم لا تؤثر على إجمالي الأرباح النقدية.

لماذا تلجأ إليها الشركات؟

هناك عدة أسباب وراء اتجاه الشركات نحو تجزئة أسهمها، وفي ظل ارتفاع أسعار أسهم شركة معينة، فإن ذلك يؤدي إلى ضعف الطلب على تلك الأسهم مع تراجع الميزة التنافسية، وهي السعر الأقل مقارنة ببقية الأسهم، وبالتالي تلجأ الشركة إلى تقسيم السهم لدعم الطلب عليها وجعلها ذات ميزة تنافسية أقوى في الأسواق العالمية، كذلك فإن تقسيم السهم يجعل سعرها أقل لتكون عامل جذب قوياً لمستثمرين أفراد جدد، إضافة إلى أنه كلما ازداد عدد الأسهم المطروحة في السوق زادت معدلات السيولة

التوقيت

تلجأ الشركة لتقسيم السهم عندما تستمر في تحقيق نمو بوتيرة ثابتة عدة أعوام، ومع استمرار زيادة الطلب على أسهمها فتتجه الشركة إلى تقسيم السهم مع زيادة الثقة نحو الأداء الجيد المستمر للشركة.

كم مرة يمكن تجزئة الأسهم؟

يمكن للشركات تجزئة أسهمها عدة مرات كما تشاء، على سبيل المثال، في الفترة بين عامي 1987 و2003، قامت شركة «مايكروسوفت» بتجزئة أسهمها 9 مرات.

هل تؤثر تجزئة الأسهم على المستثمرين؟

عندما تقسم الشركة أسهمها يزيد عدد الأسهم الموجودة للشركة، مما يسهل عملية البيع والشراء بين المستثمرين وزيادة السيولة، بالإضافة إلى زيادة الطلب على أسهم الشركة نتيجة لتجزئة أسهمها، ولانخفاض سعر السهم الواحد بعد التجزئة، مما قد يدفع مستثمرين جدداً للاستثمار، كما تتيح تجزئة الأسهم الفرصة لحركة السوق بأحجام وتغيرات سعرية أقل، مما يعني تقليل التقلبات السعرية في السوق.

ما التجزئة العكسية للأسهم؟

التجزئة العكسية للأسهم هي عملية تتم عكس عملية تجزئة الأسهم، إذ تقوم الشركة بدمج الأسهم، لتقلل بذلك العدد الإجمالي للأسهم. على سبيل المثال، إذا أعلنت شركة معينة عن إجراء عملية تجزئة عكسية لأربعة أسهم مقابل سهم واحد، وكان سعر كل سهم في الوقت الحالي 50 دولاراً، فسيكون سعر السهم الجديد 200 دولار، وبالتالي فإن المساهم الذي كان لديه 8 أسهم سيكون لديه سهمان اثنان فقط.

تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز