أعلنت الولايات المتحدة إلغاء المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، زعيم هيئة تحرير الشام. جاء الإعلان بعد محادثات جمعت الجولاني مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، التي زارت دمشق كجزء من وفد رسمي هو الأول منذ سنوات.

وأكدت ليف أن الجولاني تعهد بمحاربة الإرهاب ومنع استخدام الأراضي السورية كقاعدة لتهديد الأمن الإقليمي أو الدولي. وأوضحت أن هذه الالتزامات دفعت واشنطن لإلغاء عرض المكافأة الذي بلغ 10 ملايين دولار، والذي كان قائمًا منذ عام 2017 ضمن برنامج "مكافآت من أجل العدالة.

نتائج إيجابية للمحادثات مع القيادة الجديدة

وصفت ليف المحادثات مع الجولاني بأنها "جيدة للغاية ومثمرة"، مشيرة إلى أنه أظهر نهجًا براغماتيًا وقدم رسائل إيجابية تدعم استقرار سوريا والمنطقة. وأضافت أن إلغاء المكافأة يمثل تحولًا في طريقة التعامل مع القيادة السورية الجديدة، التي أطاحت بنظام الأسد وتسعى الآن لتأسيس مرحلة انتقالية سياسية قائمة على المصالحة وإعادة الإعمار.

هيئة تحرير الشام والقائمة السوداء

رغم هذه الخطوات، شددت ليف على أن هيئة تحرير الشام لا تزال مدرجة على القائمة الأمريكية السوداء للإرهاب. لكنها أوضحت أن سياق الأحداث والتعهدات الجديدة تجعل استمرار المكافأة "غير منطقي"، مضيفة أن واشنطن ستراقب أفعال القيادة الجديدة لضمان تحقيق التزاماتها بمحاربة الإرهاب والعمل نحو استقرار طويل الأمد.
 

دعم عملية سياسية شاملة بقيادة سورية

أكدت ليف أن الولايات المتحدة تدعم بالكامل عملية سياسية سورية خالصة تضمن تشكيل حكومة جامعة تمثل كافة أطياف الشعب السوري، بما في ذلك المرأة والأقليات العرقية والدينية. وأشارت إلى أهمية إشراك جميع الأطراف في صياغة مستقبل سوريا، مع التركيز على تحقيق سلام دائم بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

الدور الإيراني في سوريا تحت المجهر

حول الدور الإيراني المستقبلي في سوريا، كانت ليف واضحة بأن طهران "لن يكون لها أي دور"، معتبرة أن تدخلها غير مرحب به في المرحلة المقبلة. وأشارت إلى أن واشنطن ستعمل مع شركائها لضمان استقرار سوريا بعيدًا عن النفوذ الإيراني.

 العلاقة بين الجولاني وواشنطن

أحمد الشرع، الذي كان يُعرف سابقًا بـ"أبو محمد الجولاني"، تصدر عناوين الصحف لسنوات كزعيم لتنظيم مدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية. ومع تحولات المشهد السياسي السوري وسقوط نظام الأسد، برز الجولاني كفاعل أساسي في الإدارة الجديدة. هذه التطورات تشير إلى تغير كبير في نهج الولايات المتحدة تجاه التعامل مع القيادة الحالية في سوريا.