من المتوقع أن يشهد سوق العقارات في دبي، أعلى نمو بين المدن العالمية الكبرى هذا العام، وفقاً لتقرير مؤشر الفقاعة العقارية العالمية لعام 2024 الصادر عن بنك «يو بي إس». ورغم الارتفاع الكبير في الأسعار لا يزال البنك يستبعد الفقاعة التصحيحية في سوق دبي، ولكنه قال: إن ارتفاع المعروض العقاري الجديد قد يؤدي إلى «تصحيح طفيف» للأسعار في الأجل القصير.

وأشار التقرير الصادر يوم الثلاثاء، إلى أن تصنيف دبي قد ارتفع من 0.14 نقطة في عام 2023 إلى 0.64 نقطة هذا العام. كما قفز ترتيب الإمارة في المؤشر من المرتبة 23 في العام الماضي إلى المرتبة 14 هذا العام. ويأتي هذا في ظل ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات في دبي بشكل مستمر على مدار السنوات الثلاث والنصف الماضية، مدفوعة بزيادة سكانية كبيرة بلغت نحو 230 ألف نسمة منذ بداية العام الماضي.

وقد دفع هذا الارتفاع المستمر في الأسعار بعض المحللين إلى التحذير من احتمالية حدوث تصحيح طفيف في سوق العقارات في الإمارة على المدى القصير. وكان السوق العقاري في دبي قد تم تصنيفه ك«مقيّم بشكل عادل» في العام الماضي، ولكنه ارتفع هذا العام إلى فئة «مخاطر معتدلة بحدوث فقاعة». وجاء في التقرير السنوي للبنك السويسري: «بعد تصحيح في الأسعار استمر سبع سنوات، كانت إشارات مخاطر الفقاعة في دبي منخفضة في عام 2020. ومنذ ذلك الحين، سجلت أرقام المعاملات العقارية مستويات قياسية جديدة كل عام وتم استيعاب الفائض في المعروض العقاري. وفي الأرباع الأربعة الماضية، ارتفعت أسعار العقارات بنسبة 17% تقريباً وهي الآن أعلى بنسبة 40% مما كانت عليه في عام 2020».

وأضاف إنه على الرغم من الزيادة الكبيرة في أسعار العقارات، فإن العوائد الإيجارية لا تزال جذابة، حيث تراوح بين 6% و7%. ويُعزى ذلك إلى ارتفاع الإيجارات الحقيقية بنسبة 60%، ما أدى إلى إبقاء العوائد الإيجارية عند مستويات عالية نسبياً مقارنة بالمدن العالمية الأخرى التي شملها التقرير. 

وأوضح التقرير أن «أمستردام وسيدني وبوسطن تسجل أيضاً مخاطر معتدلة لحدوث فقاعة. وفي الفئة نفسها تأتي مدن أخرى، مثل فرانكفورت وميونيخ وهونغ كونغ، وفانكوفر، إلى جانب دبي، وسنغافورة ومدريد، التي أكملت مجموعة المدن ذات المخاطر المتوسطة للفقاعة. وكانت دبي قد سجلت أكبر زيادة في مؤشر المخاطر بين جميع المدن التي تم تحليلها».

كما توقعت الدراسة السنوية للبنك السويسري، أن تحقق أسعار المنازل في دبي نمواً سنوياً يزيد على 5% في عام 2024، تليها مدن، مثل وارسو، ميامي، أمستردام، طوكيو، فانكوفر، مدريد، سنغافورة، زيورخ وسيدني. وتصدرت ميامي القائمة هذا العام كأكثر المدن عرضة لمخاطر الفقاعة العقارية. وشهدت المدينة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار العقارات بنسبة 50% منذ نهاية عام 2019، وهو ما رفع المخاطر إلى مستويات عالية. ويُعزى هذا الارتفاع إلى الطلب الكبير على العقارات الفاخرة والمنافسة بين الأثرياء على الممتلكات القريبة من المحيط. ومع ذلك، فإن ارتفاع تكاليف التأمين والمخاوف البيئية، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر قد تضع ضغوطاً على الأسعار في المستقبل القريب.