كتبت شيماء منصور

لم يكن مسرحاً عادياً حينذاك بل كان منبعاً حقيقياً  للفن، مدرسة تتعلم فيها بإتقان على يد كوادر فنية سواء مصرية أو أجنبية، فمركز الهناجر للفنون تخرج منه نجوم كبار صقلوا مواهبهم وقدموا فنهم بحرية دون قيود، فالورش الفنية في كل العناصر المسرحية لم تتوقف لحظة به، سواء في التمثيل أو الإخراج أو الديكور أو الإضاءة، وإذا نظرنا نظرة سريعة للنجوم الذين تخرجوا منه ستجد لهم طبيعة خاصة فمازالوا يعملوا بروح الهواية وهذا ماكان يميزهم ومازال يميزهم.

من بين هؤلاء كان شاب صغير عشق التمثيل منذ طفولته المسرح بالنسبة له حياة، صديق مقرب، بل أستاذ كما كان يقول، هو الراحل خالد صالح، الذي يعتبر من أهم نجوم مسرح الهناجر، الذي قدم عليه العديد والعديد من المسرحيات، تلك المسرحيات التي صقلت موهبته وأنارت فكره كذلك حتى عندما أنتقل للتلفزيون لم تشعر بغربة منه بسبب أسلوبه والذي يطلق عليه " السهل الممتنع" فتشعر أنه يقدم الدور بكل سلاسة وسهولة ولكن في الحقيقة أن وراء هذه السلاسة الكثير والكثير من الخبرة والإتقان والسبب كان مسرح الهناجر.

في أخر لقاء للراحل خالد صالح مع الإعلامية منى الشاذلي، ذهب لبيته مسرح الهناجر، وعندما خطت قدمه المسرح قال بصوت عالي" لقد تعلمت منك يامسرح الصمت، كما تعلمت الصبر، صمتاً جميلاً وصبراً جميلاً"، فالمسرح له جلاله ومحبة لدى خالد صالح، وقال صالح أن المسرح هو أستاذه تعلم منه إستخدام صوته في هذا الفراغ، وتعلم منه استخدام جسمه في الفراغ، فالمسرح بالنسبة له كان يستوعب كل الطاقات ويجمعهم في عالم واحد، رحمة الله على الراحل خالد صالح.