يرى مراقبون أن احتمال تكرار سيناريو ما خلفه العدوان في قطاع غزة من دمار ليس بعيد الحدوث في بيروت، لكنهم استبعدوا إقدام إسرائيل على. احتلال لبنان، مرجعين ذلك إلى رغبة إسرائيل التي تتوقف عند كبح جماح المقاومة أينما كانت لأنها تهدد مصير اغتصابهم للأراضي الفلسطينية ووجودهم في المنطقة.

وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء، من «حرب شاملة» في الشرق الأوسط، وطالب بحلول دبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة. وقال بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدما خلف القصف الإسرائيلي أكثر من 550 قتيلاً إن اندلاع «حرب شاملة لا يصب في مصلحة أي طرف. رغم تدهور الوضع، إلا أن التوصل إلى حل دبلوماسي لا يزال ممكنا».

أبدت الأمم المتحدة الثلاثاء «قلقها البالغ» حيال التصعيد العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن «عشرات آلاف» الاشخاص فروا من العنف منذ الإثنين.

لبنان ضمن اجندة الحرب الاسرائيلية

ويرى المحلل السياسي الفرنسي كارزان حميد أن «لبنان ضمن اجندة الحرب الاسرائيلية في بداية حرب غزة، ولكن كانت تجري باقل مستوی حرب غزة».

ويضيف في تصريح إلى «خليحيون»: «الآن جرى تفريغ وتدمير قطاع غزة بالكامل، توجهت فهوة البنادق نحو لبنان»، مشيرا إلى أن «إسرائيل كانت تستعد للحرب شاملة مع حزب الله ولبنان منذ عدة أشهر ووضعت خطط عديدة لذلك».

ويلفت إلى أن «صفقة تبادل الأسرى و هدنة وقف اطلاق النار أخرت الأمر، مع عدم دخول اسرائيل في حرب علی جبهتين الشمالية والجنوبية».

صعوبة احتلال لبنان

ويرى كارزان عدة أسباب للاختلاف بين الحربين في مقدمتها صعوبة احتلال لبنان وحتی جزئيا أو بناء منطقة عازلة في جنوب لبنان، لأنها دولة ذات سيادة، بعكس قطاع غزة الذي يعتبر جزء من أراض اسرائيلية بحسب مفهوم القانون الدولي!.

حرب مباشرة

ويتوقع المحلل السياسي الفرنسي أن «تشهد لبنان حربا مباشرة علی الارض كدولتين متحاربين». ويقول كارزان: «ربما تتوغل قوات الاحتلال مسافات في العمق اللبناني، لكنه لايمكنه البقاء فيها، لانه سيكون بحاجة الی قوة لوجستية ودعم دولي مباشرة مشابهة لما حصل في غزة».

ويعيد هذا السيناريو إلى أذهان الكثيرين غزو جيش الاحتلال الإسرائيلي لبنان وصولا إلى بيروت في هجوم أعقب إطلاق نار متبادل على الحدود في العام 1982.=وما لبث جيش الاحتلال ان انسحب من لبنان عام 1983 لكنه احتفظ بقوات في الجنوب. لتقيم إسرائيل منطقة احتلال رسمية في جنوب لبنان بعمق نحو 15 كيلومترا وتسيطر على المنطقة مع حليفها جيش لبنان الجنوبي، لكن المقاومة اللبنانية اجبرت جيش الاحتلال على الانسحاب من جنوب لبنان لتنهي 22 عاما من الاحتلال.

ليست غزة

ويستبعد المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز أن يتكرر نفس سيناريو غزة في لبنان، مرجعا ذلك إلى أن «إسرائيل لم تعلن حالة الحرب لكنها حالة طوارئ حتى الان».

ويقول الرز في تصريح إلى «خليجيون» إن «إسرائيل تستهدف ابعاد حزب الله عن حرب إسرائيل بحرب غزة، والقضاء على فكرة المقاومة».

ويشير إلى أن «الهدف الإسرائيلي الثاني، هو إعادة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم بعد تهجير نحو 100 ألف إسرائيلي دام قرابة العام بسبب ضربات حزب الله الصاروخية مع بداية الحرب على غزة».

اقرأ المزيد

مليون جرعة لقاح أميركية لجدري القردة في أفريقيا

وفاة مدير اليونسكو السابق المفكر السنغالي أمادو مختار مبو

محمد بن سلمان أمام معضلة «صفر مشاكل».. تقرير غربي يكشف المعوقات