تواجه بلادنا أزمة مائية تتطلب حلولاً متعددة لضمان تزويد المواطنين والقطاعات المختلفة بالماء، المادة الحيوية. وفي هذا السياق، كشف مدير وكالة الحوض المائي اللوكوس، أول أمس الخميس، عن موعد بدء تشغيل الطريق المائي السريع الرابط بين سدي وادي المخازن ودار خروفة، وذلك لتعزيز منظومة تزويد مدينة طنجة بالماء الصالح للشرب في ظل التغيرات المناخية التي تعرفها البلاد.

وفي الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء زيادة حاجيات طنجة من الماء، أشار عبد اللطيف أكرم، الباحث في السياسات المائية، في تصريح لـ"أخبارنا"، إلى أن "حاجيات الشمال المائية ستزداد لعدة أسباب، أهمها النمو السكاني، حيث أصبحت طنجة من كبريات المدن المغربية، بالإضافة إلى النمو في القطاعات الفلاحية والصناعية والسياحية، التي تعتمد جميعها على الماء".

وأضاف أكرم أن "مشروع الربط بين سدي وادي المخازن ودار خروفة سيسهم في دعم الأنشطة الفلاحية السقوية بالمنطقة، وسيعزز تأمين تزويد طنجة الكبرى بالماء الصالح للشرب". وأكد في هذا الصدد أن "الاعتماد على الأساليب التقليدية في تدبير الموارد المائية أصبح غير كافٍ، وأن تحلية المياه تشكل حلاً مهماً لهذه الأزمة. حيث ستزود محطة تحلية مياه البحر مدينة طنجة بـ100 مليون متر مكعب سنوياً في السنوات المقبلة".

وأشار الباحث إلى أن "الطريق المائي الجديد، الذي خصصت له ميزانية قدرها 840 مليون درهم، سيُمكن من نقل 100 مليون متر مكعب من المياه سنوياً إلى سد دار خروفة، الذي يزود طنجة الكبرى بالماء الصالح للشرب، وسيدخل حيز التشغيل في الأسابيع المقبلة".

يُذكر أن هذا المشروع يُنفذ في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027، وفقاً للتوجيهات الملكية، كاستجابة استباقية لمسألة تدبير الموارد المائية، ويهدف إلى ضمان التزويد المنتظم بالماء الصالح للشرب لكافة السكان مع تلبية احتياجات الري.