أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في كلمة حازمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية يمثل "وصمة عار" على جبين المجتمع الدولي الذي فشل في ممارسة الحد الأدنى من الضغط لوقف هذا العدوان. عبد العاطي لم يقتصر في خطابه على إدانة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة، بل شمل أيضاً العدوان الإسرائيلي على لبنان، واصفًا ما يحدث بأنه انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية واستقلالها السياسي، ومطالبًا بتحرك دولي فوري لإنهاء هذا التصعيد الخطير.

عدوان إسرائيلي مستمر وصمت دولي مخزٍ

أدان عبد العاطي بشدة العدوان الإسرائيلي الذي لا يعرف حدودًا، محذرًا من أن هذا التصعيد يقود المنطقة إلى "حافة الهاوية". وأوضح أن المجتمع الدولي استغرق شهورًا طويلة قبل أن يشرع حتى في المطالبة بوقف هذا العدوان الذي لا يزال يودي بحياة الآلاف من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين. وأضاف أن "العدوان الحالي يمثل تحديًا صارخًا للقانون الدولي، واستمرار إسرائيل في اعتداءاتها دون محاسبة يعكس فشلًا ذريعًا للنظام الدولي القائم على العدالة والشرعية."

لبنان في دائرة الاستهداف: انتهاك للسيادة وتهديد للاستقرار

وفي إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، أكد عبد العاطي أن هذا الاعتداء يشكل تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة، ولا يمكن للمجتمع الدولي الوقوف مكتوف الأيدي أمام ما وصفه بـ"الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان". وأكد الوزير أن هذه الأعمال العدائية تهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة تشهد توترات متزايدة، مشددًا على ضرورة وقف العمليات العسكرية فورًا ودون شروط. وقال: "العدوان الإسرائيلي على لبنان ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جزء من سياسة أوسع تستهدف إخضاع الشعوب واستنزاف قدراتها.
 

رفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية وإدانة إحلال السكان

عبد العاطي لم يغفل في خطابه مسألة النزوح الفلسطيني ومحاولات تهجير السكان، معتبرًا أن هذه المحاولات تأتي في إطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية. وقال إن "أي محاولة لإعادة ترتيب الأوضاع في فلسطين بما يخدم مصالح الاحتلال، سواء عن طريق النزوح أو إحلال السكان، لن تؤدي إلا إلى المزيد من الصراع والاضطراب." وأكد أن الأولوية القصوى الآن هي وقف حمام الدم في غزة والضفة الغربية ولبنان بشكل فوري ودائم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

ازدواجية المعايير وموقف المجتمع الدولي من الشرق الأوسط

وأشار عبد العاطي إلى أن ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع القضايا الدولية، خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على استقرار المنطقة. وقال إن "استمرار هذه السياسات يعكس فشل المؤسسات الدولية في أداء دورها، ويعمق من فقدان الثقة في النظام الدولي القائم." ودعا إلى ضرورة اتخاذ موقف موحد من جميع الأطراف الفاعلة لإيقاف العدوان الإسرائيلي ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعوب العربية.

مصر تؤكد على حق إفريقيا والعالم العربي في تمثيل عادل في مجلس الأمن

من ناحية أخرى، دعا عبد العاطي إلى ضرورة إصلاح مجلس الأمن وضمان تمثيل عادل للدول الإفريقية والعربية في صنع القرار الدولي. وأكد أن "إفريقيا والدول العربية تستحق أن تكون لها كلمة مسموعة داخل الهيئات الدولية، ولا يمكن قبول استمرار تهميشها في اتخاذ القرارات المصيرية." وأضاف أن مصر لن تتوقف عن السعي لتحقيق العدالة الاقتصادية والتنمية المستدامة في إفريقيا، مشيرًا إلى أن العالم لن يحقق العدالة ما لم تتحقق هذه الأهداف.

مصر ترفض فرض الأمر الواقع في أزمة سد النهضة وتدعو إلى الحلول التعاونية

وفيما يتعلق بملف سد النهضة، أوضح عبد العاطي أن مصر لن تقبل بفرض الأمر الواقع من جانب إثيوبيا فيما يخص إدارة الموارد المائية، مؤكدًا أن نهر النيل هو شريان الحياة بالنسبة لمصر. ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل لضمان حل شامل للأزمة يستند إلى القانون الدولي ويحترم حقوق جميع دول حوض النيل.