تضمن الهجوم متفجرات زرعها عملاء إسرائيليون في أجهزة الاتصالات. حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمزعن مسؤولين أمريكيين. ووفقًا للتقرير. فقد طلب حزب الله مؤخرًا شحنة من هذه الأجهزة.

واختراق سلسلة التوريد سراً. ليس تقنية جديدة في العمليات الاستخباراتية والعسكرية. مثلًا. اعترضت وكالة الأمن القومي الأمريكية أجهزة كمبيوتر متجهة لعملاء في الخارج. وأدخلت برامج ضارة وأدوات مراقبة أخري ثم أعادت تعبئتها لتسليمها لمشترين أجانب معينين. حسبما أظهرت وثيقة داخلية لوكالة الأمن القومي عام 2010 ويختلف هذا عن الوصول إلي جهاز شخص معين. مثلما حدث عندما أدخل جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي سراً متفجرات في هاتف محمول لقتل صانع قنابل من حماس. عن بُعد. في 1996.

وقد زاد حزب الله. من استخدام أجهزة النداء عقب هجوم حماس علي إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. 

وبالتحول إلي أجهزة اتصال منخفضة التقنية نسبيًا. ومنها أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكي. سعي الحزب لتحقيق ميزة ضد قيام إسرائيل بتتبع المستهدفين من خلال هواتفهم.

ريتشارد فورنو. محاضر علوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية. جامعة ماريلاند. يذكر في مقال له علي موقع كونفرسيشن: "بصفتي محترفًا سابقًا في مجال الأمن السيبراني. أري أن الأجهزة الخلوية هي أداة التتبع النهائية للكيانات الحكومية والتجارية. بالإضافة إلي تتبع المستخدمين والمجرمين والشركات المزودةللهاتف المحمول نفسه. ونتيجة لهذا. ساهم تتبع الهاتف المحمول في مكافحة الإرهاب. وتحديد أماكن المفقودين والمساعدة في حل الجرائم.

يجعل تتبع الهاتف المحمول من السهل تسجيل تحركات أقرب الأشخاص حميمية. ويمكن استخدامه لأغراض مشروعة مثل تتبع الآباء لتحركات الأطفال. أو لأغراض شريرة كالتجسس علي عشيق مشتبه في خيانته أو تتبع النشطاء السياسيين والصحفيين. ولا يزال الجيش الأمريكي قلقًا بشأن كيفية تعقب جنوده من خلال هواتفهم.

يتم تتبع الأجهزة المحمولة بعدة طرق. هناك بيانات موقع الشبكة التي يولدها الهاتف أثناء تحركه عبر أبراج الشبكات المحلية أو أجهزةStingray. والتي تستخدمها وكالات إنفاذ القانون. وهناك الخصائص المضمنة في نظام تشغيل الهاتف أو التي يتم تمكينها عبر التطبيقات التي تم تنزيلها وتؤدي إلي تتبع المستخدم بدقة. والتي يوافق عليها المستخدمون عن غير قصد بتجاهل سياسة الخصوصية أو شروط الخدمة للبرنامج.

وتحتوي الهواتف الذكية الحديثة علي إمكانات مدمجة في البلوتوث والواي فاي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وهي تساعد في تحديد موقع المستخدمين وتتبع تحركاته محول العالم.

يمكن تتبع الأجهزة المحمولة لحظة بلحظة عن طريق تقنيات تحديد الاتجاه اللاسلكية. والأقمار الصناعية أو الطائرات بدون طيار للاستخبارات. أو تثبيت برامج ضارة مثلPegasus. التي تصنعها شركة الأسلحة الإلكترونية الإسرائيلية NSO للإبلاغ عن موقع الجهاز.
تتضمن بعض التقنيات لتتبع المستخدم تحديد مواقعه العامة من خلال نشاطه علي الإنترنت. وذلك عبر سجلات الموقع أو البيانات الموجودة في المحتوي المنشور علي وسائل التواصل الاجتماعي. أو التعاقد مع وسطاء للحصول علي بيانات أي موقع يتم جمعها عبر التطبيقات التي يقوم المستخدم بتثبيتها علي جهازه.

بسبب هذه الثغرات. نصح زعيم حزب الله في وقت سابق من هذا العام أعضاءه بتجنب استخدام الهواتف الخلوية. مشيرًا إلي أن "أجهزة المراقبة الإسرائيلية موجودة في جيوبكم. إذا كنت تبحث عن العميل الإسرائيلي. فانظر إلي الهواتف في يديك وفي أيدي زوجاتك وأطفالك".

ولا شك في أن رد إسرائيل علي ابتعاد حزب الله عن التقنيات الحديثة يحمل درساً للجميع. ويظهر أن أي جهاز يمكن التلاعب به في إحدي مراحل سلسلة التوريد قبل وقت طويل من استلامه.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل