يلتزم مستثمرو الأسهم الأمريكية الحذر الشديد هذا الأسبوع، ترقباً لصدور تقرير الوظائف الأمريكي، الذي سيعلب دوراً حاسماً في تحديد مسار أسعار الفائدة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.
وخلال الأسبوع الماضي، ارتفعت الأسهم في وول ستريت، حيث سجل مؤشر إس آند بي 500 إغلاقاً قياسياً، مرتفعاً لأكثر من مرة بعدما استوعب المستثمرون المزيد من علامات تباطؤ التضخم وسط بيانات النمو الاقتصادي المرنة، وفق ما ذكرت شبكة ياهو فاينانس الأمريكية.
وخلال الأسبوع الماضي ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.7% بينما في الوقت نفسه ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنحو 1%.

ما هو المتوقع هذا الأسبوع؟

من المتوقع أن يقدم تقرير الوظائف لشهر سبتمبر المزيد من الأدلة على مدى سرعة تباطؤ سوق العمل كما تتضمن الأجندة تحديثات حول الوظائف الشاغرة والنشاط في قطاعي الخدمات والتصنيع وثقة المستهلك.
وعلى مستوى الشركات سيكون التركيز على تحديث عمليات التسليم من شركة "تسلا" والنتائج الفصلية من شركة "نايكي".

سوق العمل والوظائف

أظهرت القراءة الأحدث لمقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي أن زيادات الأسعار تستمر في التباطؤ نحو هدف البنك البالغ 2%.
اقرأ أيضاً: بورصة وول ستريت.. مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين
ومع ذلك، فهناك تباطؤ واضح في سوق العمل حيث ارتفع معدل البطالة الأمريكي بشكل مطرد في عام 2024 ليستقر عند 4.2% وهو ما يقرب من أعلى مستوى له في ما يقرب من ثلاث سنوات.
ويظهر السؤال الملح الآن مع اقتراب موعد صدور تقرير الوظائف لشهر أكتوبر صباح الجمعة المقبل هو مدى سرعة هذا التباطؤ في سوق العمل.
وتشير التوقعات في وول ستريت إلى المزيد من علامات التباطؤ التدريجي وليس التباطؤ السريع.

ترقب تقرير الوظائف الأمريكي

ومن المتوقع أن يظهر تقرير الوظائف لشهر سبتمبر إضافة 130 ألف وظيفة غير زراعية إلى الاقتصاد الأمريكي مع استقرار معدل البطالة عند 4.2%، وفقاً لبيانات شبكة بلومبيرج الأمريكية.
وفي أغسطس أضاف الاقتصاد الأمريكي 142 ألف وظيفة بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.2%.
حول ذلك، قال الخبير الاقتصادي الأمريكي "أديتيا بهافي":"أن أرقام التسريح المنخفضة باستمرار تشير إلى أن تقرير التوظيف في سبتمبر ينبغي أن يكون أفضل ".
أضاف بهافي "إن سوق العمل تشكل الخطر الأكبر الذي يهدد آفاق النمو حيث تشكل عمليات تسريح العمالة المؤشر الرئيسي الذي يتعين علينا مراقبته فإذا دامت هذه العمليات منخفضة فمن المرجح أن تظل الحالة الأساسية هبوطاً ناعماً".

إعلان أرباح الشركات

من المتوقع أن تعلن شركة "نايكي" العملاقة للتجزئة عن أرباح الربع الأول من السنة المالية بعد انتهاء التداول يوم الثلاثاء حيث تتوقع وول ستريت أن تبلغ شركة الملابس الرياضية عن إيرادات ربع سنوية بقيمة 11.65 مليار دولار مع أرباح للسهم الواحد بقيمة 0.52 دولار.
اقرأ أيضاً: أسهم آسيا.. انتعاش مستمر بعد إجراءات التحفيز في الصين
ويمثل كلا المقياسين انخفاضًا على أساس سنوي مقارنة بنفس الربع من العام الماضي حيث تكافح الشركة لتنشيط نمو الإيرادات.
وقال المحلل بول ليجويز:"إن عودة مدير الشركة هيل واستراتيجية التحول في نايكي ستكون المحور الرئيسي للأرباح ونعتقد أن الإدارة قد تخفض التوجيهات لعام 2025 بسبب ضعف الاقتصاد الكلي في الصين".

صعود مدوي في أسهم تسلا

سجلت أسهم شركة "تسلا" ارتفاعًا كبيراً، حيث صعدت بأكثر من 24% خلال الشهر الماضي وتحولت رسميًا إلى إيجابية لهذا العام.
ورغم هذا فستكون تسلا مرة أخرى في بؤرة الاهتمام خلال الأسبوع الحالي حيث من المتوقع أن تعلن شركة صناعة السيارات الكهربائية عن أرقام تسليمها للربع الثالث.
ويتوقع المحللون أن تسلم تسلا حوالي 462 ألف سيارة في الربع ارتفاعا من 443.956 في الربع السابق وزيادة بنسبة 6% عن المبيعات التي شهدتها نفس الربع من العام الماضي.

تحركات الفائدة وسوق الأسهم

ارتفعت الأسهم بشكل كبير منذ قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في اجتماعه الأخير بمقدار نصف نقطة مئوية للحفاظ على الاقتصاد الأمريكي سليمًا.
وقال سيتي ستيوارت كايزر رئيس استراتيجيات تداول الأسهم الأمريكية :"إن تقرير الوظائف إذا كان سيئًا يوم الجمعة فقد يكون له تأثير معاكس على الأسهم بانخفاضها بعد ارتفاعها الأخير".
أضاف كايرز:"إذا تبين أن الفيدرالي بدأ في خفض أسعار الفائدة لأنه قلق بشأن ضعف سوق العمل فإن خفض أسعار الفائدة لن يكون كافياً لمساعدة الأسهم في هذه الحالة وسوف تتداول الأسهم عند مستويات أدنى".