عاجل

في سياق القصف الإيراني على الكيان الصهيوني.. مفهوم قوة الردع في الأدبيات العسكرية - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في سياق القصف الإيراني على الكيان الصهيوني.. مفهوم قوة الردع في الأدبيات العسكرية - اخبارك الان, اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 12:11 صباحاً

في سياق القصف الإيراني على الكيان الصهيوني.. مفهوم قوة الردع في الأدبيات العسكرية

نشر بوساطة سفيان العبيدي في الشروق يوم 03 - 10 - 2024

2328451
يعد مفهوم "قوة الردع" من أبرز الأدوات الاستراتيجية التي تستخدمها الدول لحماية مصالحها وصدّ أي عدوان خارجي. يقوم الردع على معادلة بسيطة ومؤثرة: إقناع العدو بأن تكلفة أي هجوم ستكون باهظة إلى درجة تجعله يتراجع عن التفكير في العدوان. في السياق العسكري، تعد إيران واحدة من الدول التي نجحت في بناء منظومة ردع متكاملة، ما أتاح لها الصمود أمام التهديدات الإسرائيلية والغربية المستمرة. على مدار العقود الماضية، واجهت إيران سياسات تهديد واعتداءات مستمرة، سواء من الكيان الصهيوني أو حلفائه الغربيين، ورغم ذلك، نجحت في تعزيز قدرتها على الردع عبر استراتيجيات متنوعة.
مفهوم قوة الردع في الأدبيات العسكرية
في الأدبيات العسكرية، يُعرف الردع بأنه القدرة على منع العدو من الإقدام على عمل عدائي من خلال التهديد بالانتقام القاسي. منذ العصور القديمة، كان الردع أساس الدفاع عن الدول. إلا أن التقدم التكنولوجي في العصر الحديث، وخاصة في ظل توازن القوى النووية، نقل مفهوم الردع إلى مستوى جديد، وأصبح الردع النووي أحد أعمدة الأمن القومي للدول الكبرى. وفي هذا السياق، تسعى إيران إلى تعزيز قدراتها الردعية لمواجهة أي تهديدات محتملة.
الردع الإيراني في مواجهة الكيان الصهيوني
الصراع بين إيران والكيان الصهيوني يمثل ساحة تجسد فيها مفهوم الردع بأشكاله المتعددة: النووي والبالستي والتقليدي والسيبراني. هذا النزاع الذي امتد لعقود يتسم بتوازن دقيق بين التصعيد وضبط النفس، حيث يسعى كل طرف لتجنب مواجهة شاملة، مع الحفاظ على القدرة على التصدي للتهديدات.
الردع النووي: الدفاع عن السيادة الإيرانية
يمثل البرنامج النووي الإيراني أحد أهم أعمدة الردع الإيرانية. لطالما أكدت إيران أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي، ورغم ذلك، يسعى الكيان الصهيوني بدعم غربي إلى منع إيران من الاستفادة من حقوقها المشروعة في تطوير الطاقة النووية. يعتمد الكيان على سياسة "الغموض النووي" لمنع أي رد فعل دولي على امتلاكه الأسلحة النووية، في حين يسعى إلى تقويض أي تقدم نووي إيراني عبر سياسات تهديد وضربات وقائية.
إيران، رغم كل الضغوط والعقوبات، واصلت تطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية، وأكدت مراراً وتكراراً أن سلاحها الأساسي هو قدرتها على الدفاع عن حقوقها وسيادتها في وجه أي عدوان. محاولات الكيان لوقف التقدم النووي الإيراني عبر الهجمات السيبرانية والاغتيالات لم تؤد إلا إلى تعزيز عزيمة طهران على حماية مشروعها السيادي، والذي بات أحد ركائز الردع ضد أي تهديد مستقبلي.
الردع التقليدي: قوة المقاومة والردع الإقليمي
بالإضافة إلى قدراتها النووية، تعتمد إيران على شبكة حلفاء قوية في المنطقة، ما يجعلها قادرة على مواجهة التهديدات الإسرائيلية. محور المقاومة الذي يضم إيران وحلفاءها مثل حزب الله في لبنان، والجماعات المقاومة في سوريا والعراق، يشكل قوة ردع ضد أي محاولة اعتداء صهيونية. حزب الله، الذي استطاع هزيمة الجيش الإسرائيلي في حرب 2006، يعتبر أحد أبرز أدوات الردع الإيرانية، حيث يمتلك ترسانة صاروخية متطورة قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي.
إيران تدرك أن الكيان الصهيوني يعتمد على سياسة العدوان، سواء عبر الضربات الجوية أو العمليات الخاصة. لكن الرد الإيراني التقليدي يأتي من خلال تعزيز مواقع حلفائها في المنطقة، وتزويدهم بالقدرات اللازمة للرد على أي عدوان إسرائيلي. كل محاولة من الكيان لإضعاف هذه الشبكة من الحلفاء تقابل بتصعيد متزايد من طرف المقاومة، ما يجعل الكيان في حالة دائمة من الحذر والتردد في الإقدام على مواجهة شاملة.
3- الصواريخ الباليستية: عمود الفقر الاستراتيجي للردع الإيراني
تعد الصواريخ الباليستية من أبرز عناصر قوة الردع الإيرانية. على مر العقود، طورت إيران برنامجًا صاروخيًا متقدمًا مكّنها من امتلاك صواريخ باليستية طويلة ومتوسطة المدى قادرة على ضرب أهداف في عمق الأراضي الإسرائيلية. هذه الصواريخ، التي تشمل أنظمة مثل "شهاب" و"سجّيل"، تعتبر جزءاً لا يتجزأ من العقيدة العسكرية الإيرانية وتشكّل تهديداً وجودياً لإسرائيل.
إسرائيل، التي تعتمد على نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية"، تجد نفسها أمام تحدٍ جديد يتمثل في قدرة الصواريخ الإيرانية على تجاوز بعض هذه الدفاعات، خاصة في حال تم استخدام تكتيكات هجومية متقدمة تشمل إطلاق موجات من الصواريخ في وقت واحد. الصواريخ الباليستية الإيرانية ليست فقط سلاحًا هجوميًا، بل هي أيضًا رسالة ردع واضحة: أي هجوم على إيران سيقابله رد صاروخي قد يكون مدمراً.
إيران تعتمد على قوة الصواريخ كأداة استراتيجية لكسر أي محاولات لفرض حصار أو اعتداء على سيادتها. وقد أثبتت التجارب العسكرية أن هذه الصواريخ قادرة على إصابة أهداف حيوية بدقة عالية، مما يجعلها قوة ردع فعالة في مواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل. وفي سياق القصف المتبادل الذي شهدته المنطقة، كانت الصواريخ الباليستية وسيلة إيران لتأكيد حضورها القوي في ساحة الصراع.
الردع السيبراني: جبهة جديدة للمواجهة
في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، أصبح الفضاء السيبراني ساحة جديدة للمواجهة بين إيران والكيان الصهيوني. الهجمات السيبرانية المتبادلة بين الجانبين كشفت عن قدرة إيران على التصدي للهجمات الإلكترونية والرد بفعالية. الهجوم السيبراني الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية عبر فيروس "ستوكسنت" لم يكن إلا بداية لحرب سيبرانية خفية، حيث قامت إيران بتطوير قدراتها في هذا المجال لتكون جاهزة للرد على أي هجوم سيبراني يستهدف بنيتها التحتية.
الهجمات الإيرانية على شبكات المياه والكهرباء في إسرائيل تظهر أن طهران لا تكتفي بالدفاع فحسب، بل أصبحت قادرة على الرد بفعالية في الفضاء الرقمي، مما يعزز من قدراتها الردعية ويجعل إسرائيل تدرك أن أي محاولة لتوجيه ضربة قد تكون لها عواقب وخيمة على بنيتها التحتية.
التحديات والفرص أمام قوة الردع الإيرانية
رغم أن إيران قد نجحت في بناء قدراتها الردعية على عدة مستويات، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة. من بينها الضغوط الدولية المستمرة والعقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. ورغم ذلك، استطاعت طهران تطوير قدراتها الذاتية والاستفادة من مواردها البشرية والتكنولوجية لمواجهة هذه الضغوط.
الأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق