أضاف أن قبل حرب 6 أكتوبر 1973 كنا نفكر كيف سندافع عن قناة السويس. وكانت مهمتنا في القوات المسلحة إعادة تنظيم وتشكيل قتالي متكامل بالإضافة إلي أن نجهز الأرض للحرب والإعداد للمكان الذي سندافع منه. وكنا نتدرب علي العمل الشاق من خلال الحفر وعمل خنادق بأيدينا ونتولي خدمة وكنا نشتبك وكلها ضغوط علينا.
أوضح أن الجيش المصري عمل علي إعادة تنظيم قواته لإعادة الأرض منذ 67 مؤكدا أن الجيش كان قادرا علي القتال بدليل خوض معارك قبل مرور شهر. مشيرًا إلي أن اختيار توقيت الحرب والخداع الاستراتيجي كان السر في نصر أكتوبر فالرئيس السادات كان دائما يتحدث عن عدم قدرته علي الدخول في حرب ضمن خطة الخداع.
وأقولها بصراحة أن نصف نجاح مصر في النصر من خطة الخداع الاستراتيجي. وهنا أشير إلي أن القيادة العسكرية والسياسية المصرية كانت تنتظر بفارغ الصبر نتائج اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي مع القيادة العسكرية الإسرائيلية يوم 5 أكتوبر. وأن الرئيس السادات. والمشير أحمد إسماعيل. وزير الحربية. والمشير محمد عبدالغني الجمسي. رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة. تيقنوا من النصر. قبل بدء الحرب. نظراً لعدم إعلان التعبئة العامة في الجيش الإسرائيلي قبل الحرب. وحاجتهم لقرابة 24 ساعة لنقل قواتهم لجبهة القتال. وعدم قدرتهم علي شن ضربة استباقية تحبط العمليات العسكرية قبل بدايتها.
أضاف انه تم ضغط العام التدريبي وهو عام ميلادي الي ستة أشهر. مع تنفيذ الالتزامات التدريبية المخططة للعام الكامل. اي مضاعفة التدريب. كما تم التدريب علي كل ما هو ضروري للحرب. أي الموضوعات والدروس التي ستنفذ في الحرب. مثل أسلوب فتح الثغرات علي السواتر الترابية والموانع الهندسية لإقامة ممرات العبور. واقتحام مانع مائي وأسلوب مهاجمة النقط الحصينة وأسلوب صد وتدمير الاحتياطيات المدرعة والميكانيكية المحلية والتكتيكية. ثم تم تجهيز مناطق تدريب مشابهة لقطاعات الهجوم للوحدات طبقا لمهمتها بدءا من قطاع العبور والساتر الترابي والموانع الهندسية والنقط الحصينة وطرق ومحاور الاقتراب للاحتياطيات المحلية والتكتيكية والطرق الإدارية ثم التدريب عليها نهارا وليلا مع فرض المواقف المتنوعة الطارئة التي يمكن ان تؤثر علي تنفيذ المهمة والتدريب علي حلها ومجابهتها.
كما تم التدريب علي مهام العمليات وكان يتم تنفيذ الخطة الدفاعية عن غرب القناة لجميع الوحدات والتشكيلات طبقا للمهمة المكلفة بها الوحدة او التشكيل وخاصة الأهداف الحيوية المهمة داخل نطاق المسئولية وفي نطاق الجبهة الداخلية ولرفع الروح المعنوية المتبادلة بين الجيش والشعب. وذلك كان يحدث دوريا حتي اعتاد العدو الاسرائيلي هذا الروتين. مما ساعد بعد ذلك في خطة الخداع الاستراتيجي بكثرة التحركات للقوات وفي اتجاهات مختلفة.
واستمر هذا التدريب مع زيادة عدد الأفراد كل فترة زمنية حتي اعتاد المقاتلون المصريون علي العبور ومفاجأة الإسرائيليين وإحداث الخسائر المباشرة من قتل او اسر احد جنود أو زرع الألغام للدوريات الإسرائيلية او عمل الكمائن لها. ووصل التدريب الي التنفيذ بجماعة مشاة ثم سرية مشاة كاملة وعلي المهمة التي ستنفذها في قطاع مسئوليتها في الحرب المقبلة. حتي كانت المفاجأة الكبري وهي عبور كتيبة مشاة كاملة بدعمها علي موقع حصين في القنطرة شرق مكون من عدة نقاط حصينة وتمت السيطرة عليه وعزله من الإمدادات لمدة ست ساعات كاملة والعودة الي الغرب بلا خسائر تذكر. وهكذا تم فك رهبة العبور وأسطورة الموانع التي لا تخترق ومستوي الجنود الإسرائيليين الذين أشيع انهم لا يقهرون. وهنا كانت الثقة في ان النصر قادم قادم بإذن الله.
أوضح ان التدريبات وصلت إلي حد الاشتباك المدبر مع العدو كتدريب حي علي تدمير النقط الحصينة. خاصة الموجودة علي محاور الهجوم المنتظرة من الغرب بواسطة الضرب المباشر بالدبابات وغير المباشر بالمدفعية لتدمير تلك النقاط واستخدم أسلوب مبتكر وبما يتلاءم مع شكل وتحصين تلك النقط ومواقعها. وتم اختيار أفضل توقيت وهو قبل الغروب بالحيز الزمني المطلوب للمهمة. علي ان ينتهي الاشتباك مع الغروب ذاته وذلك لوجود الشمس علي خط الأفق في مواجهة المعدات البصرية للإسرائيليين فتحدث الزغللة وعدم وضوح الرؤية وتصعب من عمليات الرد وجدية الاشتباكات مع قواتنا. وكانت عملية التدمير تتم بدبابتين "جي اس" الثقيلة ذات المدفع عيار 122مم ضرب مباشر. كل دبابة علي زاوية او ركن من النقطة حتي يتم هدم الركن تماما. وذلك في حراسة من 3ــ4 دبابات متوسطة للتأمين والاشتباك مع الدبابات المعادية في حالة توقعها للاشتباك وتدخلها. وقد كان لي شرف تنفيذ العمليات الخاصة بالنقط الحصينة في مواقع الدفرسوار لتمركزي في منطقة مطار الدفرسوار. وكان العدو في مواقع أعلي من مواقعنا. ولكننا بالمناورة وحسن التدريب والخداع المستمر وبطرق مختلفة كنا نتفوق ونسيطر وننفذ مهامنا والدليل خسائره. وبعد إيقاف النيران ومحاولات السلام لم ينجح العدو في استعادة كفاءة معداته لشدة التدمير الذي لحق بها وكم كانت سعادتنا بالنجاح سواء لمستوي التدريب الذي وصلت اليه قواتنا او للإحباط الذي أصاب العدو وكسر غطرسته.

لواء مهندس عصام عبدالحليم عبدالمقصود:

سلاح المهندسين العسكريين نجح في توظيف طاقات الشركات المدنية للإنشاءات خلال الحرب

قال اللواء أ.ح مهندس عصام عبد الحليم عبد المقصود. استاذ هندسة العبور والكباري العسكرية بمعهد المهندسين العسكريين. انه التحق بالكلية الفنية العسكرية ضمن الدفعة 5 جامعيين وتخرج منها عام 1968م.
أضاف انه كان برتبة رائد بسلاح المهندسين العسكريين بوحدات الكباري. وعرفت بميعاد قرب الحرب عندما تم إجراء تحميل تعيين الطوارئ الذي كان لا يمكن تحميله أثناء إجراء المشروعات التدريبية الكبري في حضور القائد العام للقوات المسلحة وزير الحربية ورئيس الاركان وكبار قادة القوات المسلحة. مشيرا الي انه قبل الحرب بـ 10 أيام خرج في مأمورية وتم امدادنا بـ 15 قارب مطاطي فأيقنت أن ساعة الصفر اقتربت".
اوضح انه كان متواجد في سرية مهندسين بالفرقة 19 المشاة هي الوحيدة التي قامت بفتح الثغرات بالمفرقعات في الساتر الترابي لان القطاع الجنوبي كانت طبيعته طفلية ولا تصلح فيها المياه بالخراطيم وظهر هذا من خلال عبور القوات في النسق الثاني من خلال تدافعهم علي الرغم من ضرورة وجود 50 متراً بين كل عربة وأخري كانت العربات ملاصقة لبعضها لكي تتسابق كل منها وعليها الجنود لعبور القناة الي الضفة الشرقية وكانت كل الحفر والخنادق علي مرمي البصر من قوات العدو ولكنه لم يستشهد من كتيبتي إلا شهيدين فقط من خلال شظايا.
أكد أن سلاح المهندسين العسكريين قامت باستغلال طاقات الشركات المدنية للإنشاءات مثل شركة النصر للسيارات لتعديل العربة اللوري وزن 3 أطنان من حيث الحمولة والقوة في عام 1969. 1970م لكي تتلائم مع براطيم الكباري. وتعاونت الهيئة الهندسية مع شركة قها للمواد الغذائية والمأكولات لتناولها في الحرب وعمليات الحصار وشركة استصلاح الأراضي. والهيئات التابعة لوزارة الموارد المائية والري.

العميد عصام علي حسن.. حاصل علي نوط الشجاعة:

المواقف والتحديات برهنت علي عزيمة وقوة وبسالة الجيش المصري

ننقل قصص الأبطال والتضحية من أجل الوطن للأجيال الجديدة

تعرضنا لضربات من العدو.. خلال بناء حائط الصواريخ

قال العميد عصام علي حسن قائد كتيبة بالجيش الثالث الميداني والحاصل علي نوط الشجاعة. إن مرحلة قبل حرب 6 أكتوبر 1973 مهمة للغاية. حيث كانت التمهيد للحرب. وتم بناء قاعدة الصواريخ بحرب أكتوبر. حيث بناها المدنيين من المقاولين العرب والشركات الوطنية.
وأضاف أنه أثناء بناء قاعدة الصواريخ كانت تضرب من القوات الإسرائيلية واستشهد العديد من المهندسين والعمال خلال بنائهم لقواعد الصواريخ.
أوضح انه تم بناء قاعدة الصواريخ وتم نقل قاعدة الصواريخ بمجهود تكتيكي وعلمي حتي وصلت لخط القناة. مشيرًا إلي أن حرب الاستنزاف كان التدريب الذي كانت نتيجته انتصار حرب أكتوبر.
أكد ان حرب أكتوبر هي الحدث الرئيسي في حياته.. حيث شارك في حرب 67 كملازم أول. ثم الاستنزاف. ثم حرب أكتوبر كرائد بسلاح الدفاع الجوي. وتعتبر حرب الاستنزاف هي التدريب الفعلي لهم. وتحركت كتائب الصواريخ تحت وابل من ضرب الطيران الإسرائيلي. حتي تم السيطرة علي خط القناة في الغرب. وهذا كان الهدف الرئيسي لهم لحماية وتأمين عملية العبور.
أضاف أن دوره في حرب 73 كان ضرب الطيران الإسرائيلي المنخفض» خصوصًا أنهم كانوا يقومون بضرب دُشم قواعد الصواريخ التي تبنيها المقاولون العرب. وسلاحنا هذا كان آخر سلاح تعاقدنا عليه من روسيا في عهد الرئيس عبد الناصر. وصواريخ سام 7 منعت إسرائيل من اختراق عمق الدولة المصرية. وقطعنا الذراع الطولية لإسرائيل» وهي سلاح الطيران. مرتين في تاريخنا. أولاهما في 19 سبتمبر 1969. والمرة الثانية في 30 يونيو 1970. وهو يوم عيد قوات الدفاع الجوي.
قال إن كتيبته قامت بعبور قناة السويس مع الموجه الأولي للعبور بجانب قوات المشاة. ونجحوا في تحطيم خط بارليف الذي كانت إسرائيل تدَّعي أنه أقوي من خط ماجينو الفرنسي في الحرب العالمية الثانية.
أكد أن أبناء القوات المسلحة المصرية البواسل. جزء من هذا الوطن والعلاقة بين الشعب العظيم وجيشه وعلي مدي العصور اتضح للجميع أن الشعب ظهر هذا الجيش وهناك أمثلة كثيرة علي مدي العصور ولعل أبرزها في العصر الحديث وقوف الشعب خلف جيشه خلال النكسة مروراً بالاستنزاف وصولاً إلي حرب العزة والكرامة أكتوبر 73.
أوضح أن هناك الكثير من المواقف والتحديات التي برهنت علي أن عزيمة وقوة وباسلة الجيش المصري التي اكتسبها من شعبه العظيم. وعلي رأس تلك المواقف بناء الجيش المصري عقب النكسة وإعداده الإعداد الجيد حتي وصلنا إلي استرداد كامل الأراضي المصرية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل