بالكاد نجح روكي جونسون، المصارع الأمريكي ذو الأصول الإفريقية من المشي دون مساعدة رفيقه توني أطلس، بعد نهاية نزالهما الشهير ضد الإسكتلندي رودي بيبر، وشريكه الأمريكي بول أندروف، رسم ابتسامه صغيرة، ولكن حزينة على وجهه وهو ينظر لأبنه الصغير دوين، بعد أن نجح في المحافظة على لقب بطولة العالم للفرق، ولكنه لن يستطيع شراء هدية العيد التي وعده بها قبل أسابيع.
بالكاد كسب روكي 220 دولارًا من النزال الذي استمر نحو النصف ساعة، وحضره نحو ألفي مشجع بحلبة سكوتر في لوس أنجليس.
روكي طرد لاحقًا، ولكن هذا لم يغير الكثير من الأوضاع حينها.
في عام 1978، لم تكن لعبة مصارعة المحترفين بالشهرة التي هي عليها اليوم، الطفل الصغير دوين، الذي بات يعرف اليوم باسم ذا روك، يكسب سنويًا أكثر من 12 مليون دولار، عدا عقود الأفلام التي تدر عليه أكثر من 100 مليون في العام.
خلال العقود الخمسة الماضية تغيرت مصارعة المحترفين تغييرًا جذريًا، باتت لعبة العشر مليارات دولار.
هذا الأسبوع، تدخل اللعبة الأكثر إثارة في العالم عصرًا جديدًا على Netflix، ففي السابع من يناير الجاري، سيتم نقل أول عرض أسبوعي لـwwe على منصة البث الرقمي.
منذ العام 1956، وحتى اليوم، شهد عالم مصارعة المحترفين الكثير من التحولات في النقل التلفزيوني، من التسجيل على أشرطه الفيديو للنقل التلفزيوني، ومن عقد بـ80 ألف دولار، لعقد بأكثر من 700 مليون دولار.
قاتل بول مايكل ليفاسك الشهير بتربل أتش، بطل العالم السابق، والرئيس التنفيذي لـwwe، كثيرًا للحصول على العقد hgqol، الذي سيجعل مصارعة المحترفين، متاحة لأكثر من 260 مليون مشترك في أكثر من 190 دولة.
عالم في تاريخ المصارعة المحترفة، لا يمكن وصف سوى عدد قليل من منظمي المصارعة بالعبقريين عندما يتعلق الأمر باستخدام التلفزيون وسيلة ترويجية رئيسة، على رأسهم ماكماهون الأب، وفينس، الذي نقلها لما هي عليه حاليًا.
كان فريد كولر المبتكر الأصلي للعبة في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، وحول نجاحه التلفزيوني إلى هيمنة تقريبًا، جاء بعده جوني دويل، الذي كان ذكيًا بالقدر نفسه، وحقق ثروة من الإيرادات من التلفزيون.
في وقت لاحق، استخدم دويل وجيم بارنيت التلفزيون أيضًا لبناء إمبراطورية تجاوزت الحدود.
ولكن في هذا المجال، لا أحد يقارن بفينسنت ماكماهون الأب، الذي عبر باللعبة لخارج الحدود، أوثبت أنه عبقري تمامًا عندما يتعلق الأمر باستخدام التلفزيون للترويج لعروض المصارعة في الصالات.
بدءًا من 21 يونيو 1956، تم عرض برنامج ماكماهون في مدينة نيويورك على WABD، بسبب ذلك أزدهر عرض ليلة الخميس على WTTG، للمرة الأولى تفوق عرض المصارعة على عرض الملاكمة، ليلة الإثنين، على الشبكة ذاتها.
فكر مكماهون الأب، في نقل مصارعة المحترفين من عروض أشبه بعروض السيرك، لعمل أكثر تنظيمًا، وبعقود تتجاوز حدود الولايات الأمريكية، البداية الثورية كانت بالنقل المسجل لعروض Heavyweight، التابع لاتحاد wwf، على قناة واشنطن العاصمة، حينها جذب الإيطالي برونو سامارتينو الأنظار لعالم المصارعة، استمر الحال على ما هو عليه حتى عام 1971، عندما قرر ماكماهون، تغيير اسم العرض لـWWF All-Star Wrestling، حينها بدأ أكثر تنظمًا بعد أن قدم نجومًا جددًا، مثل هالك هوجان، وداستي رودز، بيد أن النقل الحقيقية تأخرت حتى عام 1986، عندما بدأ عرض WWF Championship Wrestling الذي شهد تحولات كبيرة، سواء في طريقة العروض أو النقل الذي بات أوسع، وبدأت العروض للمرة الأولى تصل لخارج الولايات المتحدة، باتت دولية هذه المرة.
في منتصف التسعينيات، شهدت عروض مصارعة المحترفين، نقلة نوعية، ما عرف بـ«صراع ليلة الإثنين»، بين wcw وwwf، الصراع الذي قد كبار نجوم المصارعة الحاليين، أندر تيكر، أرستن، ذا روك، بيرت هارت، شون مايكل، وقائمة طويلة من الأساطير، الذين حولوا المصارعة لعالم حقيقي من الإثارة، وأغرى شبكة ESPN أن تبدأ في نقل النزالات مباشرة من الحلبة للشاشة.
كان العرض مثالًا صارخًا لجودة مصارعة المحترفين. تزامن مع ذروة «العصر الذهبي الثاني» للمصارعة في الولايات المتحدة والعالم.
منذ ذلك الوقت، كانت العقود ترتفع، متنقلة بين nbc وfox، إلى أن فكر بول ليفاسك في قرار أسطوري، بتأسيس شبكة لنقل المباريات والبرامج الخاصة، تحتوي على كامل أرشف مصارعة المحترفين، ويوثق اللحظات التاريخية لصراع الإثنين، والعروض الشهرية الـ12 التي ينظمها الاتحاد سنويًا.
خلال العامين الماضيين، توسعت القنوات، التي تنقل النزالات، لتشمل المملكة المتحدة من خلال Sky Sports 3، وأستراليا عبر FOX8، والهند على Ten Sports، وألمانيا على Premiere Sport Portal، وفرنسا على Action، وإسبانيا على Sportmania وC+ Deportes، والفلبين على Jack TV، واليابان على J SPORTS.
لم تعد اللعبة يخطط لها في مكتب صغير في مدينة ستامفورد الواقعة بولاية كونيتيكت.
اليوم، تحوّلت شركة «مصارعة صغيرة» إلى شركة ترفيهية عالمية بقيمة مليارات الدولارات، أربحاها في العام الماضي فقط تجاوز 1.2 مليار دولار، تنوع نشاطها بين تنظيم مباريات المصارعة والإنتاج السينمائي، وألعاب الفيديو، واستوديو للأغاني والمؤثرات الصوتية، وباتت عروضها الشهيرة تنظم في أوروبا وكندا والسعودية والمكسيك، و11 عقدًا تلفزيونيًا.