نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تالاييتش.. اعتلى المجد صدفة في الاتحاد.. وكتب التاريخ مع البحرين - اخبارك الان, اليوم الأحد 5 يناير 2025 02:28 مساءً
في الأول من ديسمبر، 2004، بالكاد نام الكرواتي دراجان تالاييتش، ليس بسبب تغير التوقيت بين جدة وسونجنام الكورية الجنوبية، ولكن ابتهاجًا بقيادته فريق الاتحاد الأول لكرة القدم إلى ريمونتادا تاريخية، على حساب مضيفه، بعد أن حول الخسارة منه 3ـ1 في عروس البحر الأحمر إلى انتصار عظيم بخماسية بيضاء 5ـ0، في المدينة التي يحمل الفريق اسمها، بنهائي دوري أبطال آسيا.
خلال أقل من أسبوع حول تالاييتش الاتحاد من فريق يخسر على أرضه وبين جماهيره 1ـ3، إلى نمر يفوز خارج الديار بالخمسة، بعد أن حل بديلًا لمواطنه توميسلاف إيفيتش عقب الخسارة المفاجئة للقطب الجداوي، حينها قال تالاييتش، الذي بات مدربًا رئيسًا للمرة الأولى في حياته في عمر الـ39: «أنا أسعد رجل على وجه الأرض الآن، هذا حلم تحول إلى حقيقة»، وأضاف وهو يوشك على البكاء: «قالوا إنني مجنون لأنني كنت أعتقد حقًا أننا قادرون على فعل شيء مميز هنا.. حسنًا، لقد فعلها».
وبعد مرور نحو 20 عامًا، وبدقة أكثر 7339 يومًا، على معاملة الاتحاديين له بطلًا عبقريًا، عاد تالاييتش ليلعب دور البطل، هذه المرة في ريمونتادا العشرة دقائق، حول فيها خسارة البحرين بهدف، لفوز تاريخي 2ـ1، ومتوجًا الأحمر بكأس الخليج للمرة الثانية بتاريخه، السبت، في الكويت.
حارس المرمى الذي لم يحقق الكثير من النجاحات، بات البطل المتوج في الخليج.
داخل المستطيل الأخضر، عاش تالاييتش الكثير من الإحباطات، لم يحقق أي بطولة في مشواره الرياضي، كما لم يرتد قميص منتخب بلاده مطلقًا، ولكن على صعيد التدريب، القصة تختلف، بطولة الخليج التي احتفل بها، هي الـ13 في مشوره مدربًا، بعد أن حقق البطولات مع الاتحاد، والرفاع البحريني، والنهضة السعودي، والوحدات الأردني، والكويت الكويتي، وأنجثونج التايلندي، والخالدية البحريني، كانت بطولته الإعجازية مع الاتحاد بداية الخير له.
ولد تالاييتش في سراييفو البوسنية، 25 أغسطس 1965، عاش قسوة الاشتراكية، وفرحة التخلص منها، ومرارة الحرب الأهلية، ونعمة السلم.
في أسرة صغيرة معدمة تقريبًا، دمرتها الحروب، عاش تالاييتش، ومارس كرة القدم للهروب من معاناته مع الفقر، مثل نادي سراييفو بداية، ثم تنقل بين استرا وايزولا، ودوسبور، وأريجنيت، قبل أن يحترف في سنغافورا مع تانجونج باجار، ليقرر بعدها الاعتزال، مخلفًا مسيرة رياضية باهتة، لم تكن توحي بالكثير، لم يكن أحد يتوقع أن حارس المرمى الذي لم يلمع اسمه، سيتم وصفه بأنه «أنجح مدير في تاريخ كرواتيا»، من قبل صحيفة لا جازيتا ديلو سبورت.
لم يكن تالاييتش يفكر بأنه سيدخل سلك التدريب، فور الاعتزال، كان يخطط لمستقبله بهدوء، مدربًا لفريق هواة، لتمضية الوقت لا أكثر، هكذا وصف الأمر في البداية.
بدأ الأمر صدفة، شاهد الراحل توميسلاف إيفيتش مباراة لفريق تالاييتش من المدرجات، وبعد المباراة، اقترب إيفيتش منه، وعبر عن إعجابه بطريقته في التدريب، وعرض عليه منصب مساعد في الاتحاد، هكذا تم الأمر ببساطة، لم يتردد المدرب الشاب للحظة، يقول متذكرًا: «علمت أنه أتيحت لي فرصة العمر للجلوس بجوار عبقري تدريب ومبتكر وأسطورة، والتعلم منه، لقد كانت فرصة الحلم».
سأله عن الراتب، لم يتردد ليخبره على الفور أنه غير مهتم بالمبلغ، وأن أكبر راتب هو أنه سيتمكن من التعلم منه.
حسنًا، إيفيتش لم يفكر للحظة واحدة أن من اختاره مساعدًا له، سيسرق منه وظيفته بعد ثمانية أشهر فقط.
يؤمن تالاييتش أن تلك الصدفة غيرت مسار حياته، خلال فترة قصيرة تعلم من المدرب المخضرم الكثير، حرفيًا غير نظرته لكرة القدم تمامًا.
تعلم أن يضع كرة القدم فقط في القائمة، والمحادثات، والتحليلات، ومشاهدة مقاطع الفيديو، لا وقت لشيء آخر.
كان قاسيًا للغاية، وحتى وقحًا معه، ولكنه عرف في داخله أن هذا يعني أنه يقدره حقًا، وأنه يرى فبه إمكانات النجاح.
رأى شيئًا فيه مختلفًا، لهذا عندما حانت اللحظة واحتاج الاتحاد لمدرب مغامر، كان جاهزًا.
حتى اليوم، يفتح تالاييتش دفتره القديم الذي سجل فيه كل ملاحظاته ومناقشته مع معلمه، ويستمد منه قوته، لا شك أنه فعل ذلك قبل مباراة عمان، هو يقول: «دونت كل محادثاتنا في السعودية في دفاتر ملاحظاتي.. وتلك الدفاتر معي دائمًا.. غالبًا ما أعرف كيفية فتحها، والبحث عن الفصول المحددة التي أحتاج إليها في تلك اللحظة لمساعدتي».
كان إيفيتش ثوريًا في كرة القدم وسبق عصره، تالاييتش، امتداد طبيعي له.
مع ذلك، لا يعرف الكثيرون في كرواتيا من هو تالاييتش، «لا يعرفون حتى بوجودي»، هكذا قال في مقابلة له مع صحيفة sportske novosti، قبل نحو أربعة أعوم، معترفًا أن ذلك أمرًا محزنًا بعض الشيء بالنسبة له لأنه مؤقت أنه فعل بعض الأشياء التي تستحق بعض الاحترام. ومع ذلك، لقد مر بالكثير في حياته، بالتأكيد لديه ما يقوله ويظهره، فوزه باللقب الخليجي، قد يكون بداية لذلك.
0 تعليق