نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من ياسمين دمشق إلى غاز روسيا ! - اخبارك الان, اليوم الأحد 5 يناير 2025 11:19 مساءً
المشروع السوري الجديد يحاول أن ينتقل من الإيديولوجيا الدينية إلى الدولة عبر مشروع سياسي يسير بحذر شديد في عالم شائك مليء بالصراعات والحروب، وهذا يحتاج الحاضن القادر على الصبر عليه، وتقبل اجتهاداته وأحياناً هفواته وربما أخطائه، ومن ثم تنبيهه للوقوف على قدميه وصولاً إلى شكل الدولة المدنية.
بالطبع المنطقة وتخومها تعج بالنماذج السياسية التي تتراوح من راديكالية إلى وطنية إلى تنموية، ومرحلة الدولة الهجينة بين الديني والمدني يمكن لها أن تنجح إذا تبنّت البرغماتية السياسية في التعامل مع المكونات الثقافية، والتعاطي مع الفضاء العربي والغربي بعقلانية، وترتيب الظروف اليومية للشعب الذي فعل كل شيء للتخلص من ماضيه المؤلم.
بلا شك هناك تحولات وهزات هائلة تعرضت لها المنطقة إثر السابع من أكتوبر وتحديداً العام 2024، من الصعب استيعابها عند الكثير، وتقبل نتائجها عند البعض، خاصة ممن استفاد من تلك المرحلة وبنى خطته لقضم الإقليم تحت شعارات شعبوية، أفلت مع أول تجربة لتلك الشعارات.
وبالرغم من أن الخارطة الجيوسياسية في المنطقة لم تكتمل بعد، فبيروت لا تزال تحت هدنة هشة مع إسرائيل يمكن لها أن تنفجر في أي لحظة، وغزة تكافح للوصول إلى حل بينها وبين إسرائيل يبقي لهم ما تبقى من أثر حياة، ودمشق تحاول الاعتياد على حكم مختلف عن حكم مستبد جربته لخمسين عاماً تحلم أن يعوضها عما عانته عقوداً من الألم.
فكل من يتعاملون مع دمشق «اليوم» يلاحظون كيف أن الجميع «شعباً وقيادات سياسية» يتلمسون خطواتهم وكأنهم للتو ولدوا، جدد على الحياة بكل تفاصيلها، أما الطرف المقابل فيحاول بناء مواقفه من الوضع، خاصة مع وقع المفاجأة وتسارع سقوط النظام السابق، إذ يبدو أن توافقاً دولياً أتاح الفرصة للمعارضة لحكم دمشق كما أتاح ذات يوم الفرصة للمعارضة العراقية لحكم بغداد، مع وعود قدمها المبشرون بسوريا جديدة؛ أن تشكّل نموذجاً لدول الخليج في التنمية، وتركيا في القُربِ من أوروبا.
تجارب السوريين السابقة تقدم دائماً أثراً إبداعياً في أعمالهم في كل مكان يقيمون فيه، من تركيا إلى أوروبا والبلاد العربية، فهم تجار وعمال مهرة جداً، ومن المتوقع أن تكون سوريا الجديدة هي «دولة الهند» في المنطقة، تقدم خدمات الإنتاج والصناعات الأولية لأوروبا وأمريكا والعالم العربي، خاصة أن هناك من يبشّر بخط غاز ضخم يمر من أراضيها باتجاه تركيا والبحر الأبيض المتوسط، ليكون بديلاً عن خط الغاز الروسي، عندها سيزهر الياسمين الدمشقي، وتنير الحميدية، ويبتل جبل قاسيون بالندى، ويشارك ميناء اللاذقية العالم، ويأفل الغاز الروسي، وتنتهي أزمة أوروبا مع شرقها الذي أنهكها وأنهك الروس والعالم.
0 تعليق