06 يناير 2025, 1:00 مساءً
في مفاجأة سياسية هزّت الأوساط الكندية والدولية، تشير تقارير إعلامية موثوقة إلى أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد يعلن استقالته في أقرب وقت يوم الاثنين، منهيًا بذلك حقبة سياسية استمرت قرابة عِقد من الزمن. ترودو، الذي كان يُعتبر رمزًا للتقدمية والقيادة الشابة، يواجه اليوم ضغوطًا هائلة من داخل حزبه وخارجه، وسط أزمات اقتصادية وسياسية متلاحقة تهدد بإنهاء مسيرته السياسية. فما الذي أدى إلى هذا التراجع الكبير في شعبيته؟ وهل ستشهد كندا انتخابات مبكرة قريبًا؟
تراجع شعبي
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعًا حادًا في شعبية ترودو، حيث بلغت نسبة الدعم لحزبه الليبرالي 16% فقط، وهي النسبة الأسوأ للحزب قبل الانتخابات منذ أكثر من قرن. يعزو المراقبون هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها التضخم القياسي الذي تعاني منه كندا، وأزمة الإسكان الحادة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى إرهاق الناخبين من السياسيين الحاليين.
ولم تكن الأزمات الاقتصادية وحدها السبب وراء تراجع ترودو، بل واجه أيضًا ضغوطًا كبيرة من داخل حزبه الليبرالي. في أواخر أكتوبر الماضي، وقع عشرات من أعضاء البرلمان الليبراليين رسالة تدعو ترودو إلى التنحي؛ وذلك بسبب مخاوف الحزب من هزيمة انتخابية مدوية في الانتخابات الفيدرالية المقررة في العام المقبل. هذه الخطوة كانت بمثابة إشارة واضحة إلى فقدان الثقة في قيادته.
وتفاقمت الأزمة مع الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو، كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر الماضي. فريلاند، التي كانت تعتبر حليفًا رئيسيًا لترودو، غادرت منصبها بكلمات قاسية، مشككةً في قدرة رئيس الوزراء على قيادة كندا في مواجهة السياسات الاقتصادية القومية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقد أشارت في رسالة وداعها إلى أن الحكومة الكندية لم تتعامل بجدية كافية مع التهديدات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
تداعيات الاستقالة
وأدّت استقالة فريلاند إلى إثارة الفوضى في العاصمة أوتاوا، مما دفع الحزب الديمقراطي الجديد إلى سحب دعمه لترودو. هذا السحب للدعم كان بمثابة ضربة قاسية للحزب الليبرالي، الذي كان يعتمد على تحالفات سياسية لإبقاء ترودو في السلطة. ونتيجة لذلك، يتوقع العديد من المراقبين الكنديين الآن أن يتم الدعوة إلى انتخابات في الربيع المقبل، مع عدم وضوح ما إذا كان ترودو سيبقى في منصبه حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.
وترودو، الذي أصبح زعيمًا للحزب الليبرالي في عام 2013 عندما كان الحزب يعاني من أزمات داخلية، كان يُعتبر رمزًا للسلطة التقدمية المستقرة. ومع ذلك، فإن التحديات الأخيرة التي واجهها، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، أثرت بشكل كبير على موقفه السياسي. اليوم، يبدو أن نهاية حقبة ترودو قد اقتربت، مما يفتح الباب أمام فصل جديد في السياسة الكندية.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى السؤال الأكبر: هل ستشهد كندا تغييرًا جذريًا في قيادتها السياسية؟ وكيف ستتعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها في المرحلة المقبلة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق