في تطور مأساوي جديد يعكس تصاعد التطرف في ليبيا، تعرض المسجد العتيق في بلدة شكشوك لتفجير وصفته إدارة المسجد بـ الجبان، وذلك ليلة الاثنين. جاء التفجير على خلفية شائعات مغرضة بثتها جهات متطرفة تدّعي وجود ضريح داخل المسجد، وهو ما نفته الصفحة الرسمية للمسجد عبر فيسبوك.

المسجد العتيق: تراث تاريخي وأيقونة دينية

أوضح بيان المسجد أن العتيق يُعد أقدم مسجد في البلاد، إذ يعود عمره لأكثر من 400 عام. وقد تم ترميمه مؤخرًا بمبادرة من شباب البلدة، ليصبح مركزًا لتعليم كتاب الله حيث يدرس فيه 40 طالبًا بين فترتين صباحية ومسائية.

وأكد البيان أنه لا وجود حاليًا لأي أضرحة أو قبور داخل المسجد، مشددًا على أن هذه الادعاءات تهدف لتبرير أعمال العنف وتفجير المعالم الدينية ذات القيمة التاريخية.

آثار التفجير: تدمير للألواح والبنية التحتية

التفجير تسبب في أضرار جسيمة، شملت تدمير ألواح الطلبة المستخدمة في حفظ القرآن الكريم، وتضرر بئر المياه وشبكة الكهرباء. كما أدى الانفجار إلى تصدع جدران الفصل الدراسي وتحطيم النوافذ.
 

وأشار البيان إلى أن التفجير وقع داخل غرفة يُعدّ فيها الطلاب ألواحهم، حيث كان الطلاب حتى الساعة التاسعة من مساء يوم الحادثة يقومون بمسح ألواحهم بالطين، وهو ما يظهر استهداف هذا العمل الإرهابي لمرفق تعليمي يخدم المجتمع المحلي.

تصاعد الهجمات على المساجد والأضرحة: نمط متكرر في ليبيا

شهدت ليبيا في السنوات الأخيرة موجة من الهجمات على المساجد والأضرحة، نفذها إسلاميون متطرفون بزعم محاربة "الشركيات" ومنع زيارة المقابر. من أبرز الحوادث السابقة تفجير قبور للصحابة في درنة ونبش ضريح قائد عثماني في تاجوراء.

هذه الهجمات تستهدف طمس معالم التراث الإسلامي والليبي، وتحاول فرض أيديولوجية متشددة تُقصي التنوع الثقافي والديني الذي شكل جزءًا من هوية البلاد على مر العصور.

ردود فعل المجتمع: دعوات لحماية المساجد والمعالم الدينية

أثار التفجير حالة من الغضب في المجتمع المحلي، حيث طالب الأهالي والناشطون السلطات باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المساجد والمعالم الدينية من هذه الأعمال التخريبية. كما دعوا إلى تعزيز التوعية بأهمية الحفاظ على التراث الوطني والديني من محاولات التشويه والاندثار.