في اليوم الـ459 من العدوان على غزة، واصل القطاع إحصاء عشرات الشهداء، في حين قالت مصادر طبية إن 11 فلسطينياً استشهدوا جراء غارات العدو على القطاع منذ فجر اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن 8 منهم استشهدوا في الشمال.

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه وزارة الصحة بغزة من تداعيات نفاد الوقود، قائلة إن “نفاد مخزون الوقود لدى المستشفيات هو جراء سياسة الاحتلال بالحد من إدخاله منذ بداية الحرب”.

وتابعت أن “هناك كارثة ستحل بالمستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية وحضانات الأطفال بسبب نفاد الوقود”، مشيرة إلى أن “الاحتلال يجبر قوافل المساعدات وسيارات الوقود على سلوك طرق مليئة باللصوص وقطاع الطرق لسرقتها”.

تزامن ذلك مع إعلان وزارة الصحة الفلسطينية أن 3 مستشفيات حكومية في شمال قطاع غزة خرجت عن الخدمة تباعاً، هي “الإندونيسي” و”بيت حانون”، وآخرها مستشفى “كمال عدوان” الذي ناله دمار هائل وأضرمت فيه قوات الاحتلال النيران، واعتقلت نحو 240 شخصا منه، أبرزهم مديره الدكتور حسام أبو صفية.

من جهتها، أعلنت بلدية خان يونس جنوب القطاع توقف خدمات المياه والصرف الصحي وترحيل النفايات، بشكل شبه كلي، وكذلك انخفاض الخدمات الأساسية إلى 40% بسبب قرب نفاد مخزون السولار.

وقالت لجنة الطوارئ في البلدية في بيان اليوم، إن “مخزون السولار اللازم لتشغيل مضخات المياه ومحطات الصرف الصحي وآليات جمع وترحيل النفايات، شارف على النفاد نتيجة تعذر وعدم انتظام وصول كميات السولار المطلوبة من المؤسسات الشريكة لتشغيل مرافقها الخدماتية بشكل اعتيادي ضمن منظومة الطوارئ المعمول بها”.

وأشار البيان إلى المحاولات المستمرة من بلدية خان يونس لتأمين الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، في ظل الظروف العصيبة وحجم المأساة الإنسانية نتيجة استمرار العدوان، والذي خلف دمارًا واسعًا في قطاعات الطرق والمياه والنظافة والصرف الصحي.

وأضاف أن محاولات البلدية لتأمين خدماتها “هو استشعار حقيقي بالمسؤولية الملقاة على عاتقها”، في ظل التكدس الهائل للنازحين الذين لجأوا إلى المدينة، والذين يُقارب عددهم 1,100,000 نازح ومقيم حسب الاحصاءات الصادرة عن المؤسسات الدولية والأممية، تماشياً مع الجهود المستمرة للوفاء بالتزاماتها اتجاههم والتخفيف من معاناتهم.

وفي تفاصيل تطورات العدوان اليوم، أفيد بسقوط مصابين في قصف مدفعي معاد على منزل شرق دير البلح وسط القطاع. واستشهد 3 فلسطينيين في قصف على جباليا البلد شمالاً.

واستشهد مواطنان وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا قرب أبراج عين جالوت، جنوب النصيرات، وسط قطاع غزة.

إضافة إلى ذلك، استشهد أربعة مواطنين بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة سحويل في شارع حميد بمخيم الشاطئ غرب محافظة غزة.

كما أصيب عدد من المواطنين جراء قصف طائرات الاحتلال خيمة نازحين في محيط مدخل المغازي وسط القطاع.

مسؤول أممي: جهودنا لإنقاذ الأرواح بقطاع غزة وصلت لنقطة الانهيار

بدوره، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أنه “تم نهب 6 صهاريج وقود دخلت من معبر كرم أبو سالم، ولم يتبق لنا سوى القليل من الوقود لعمليات الإغاثة”.

وتابع بالقول إن “جنوداً إسرائيليين أطلقوا أكثر من 16 رصاصة على قافلة أممية عند نقطة التفتيش بين جنوب قطاع غزة وشماله”، لافتاً إلى أن “جهودنا الإنسانية بغزة تواجه عقبات متزايدة”. وفي الاطار، كشف عن أن “غارة إسرائيلية استهدفت ليلة الجمعة مركبة تخص المجتمع المحلي كانت تحمي جزءاً من قافلة مساعدات أممية”، مشيراً إلى أن “القوات الإسرائيلية غير قادرة أو غير راغبة في ضمان سلامة قوافلنا بقطاع غزة”.

كما كشف فليتشر أن “بعثة الأمم المتحدة في جباليا واجهت جنوداً إسرائيليين هددوا مرضى بحالة حرجة واعتقلوا 4 منهم”، قائلاً إن “جهودنا لإنقاذ الأرواح في قطاع غزة وصلت إلى نقطة الانهيار”.

وتابع “سكان غزة تحملوا أكثر من 14 شهراً من نزوح وصدمات وتدمير مدارس ومستشفيات وبنية تحتية مدنية ومجاعة”، داعياً “الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الإصرار على حماية جميع المدنيين وجميع العمليات الإنسانية بغزة”.

المصدر: مواقع إخبارية