عاجل

مسن يمني أهانوا كرامته وجعلوه يبكي بحرقة بسبب 100 ريال سعودي - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسن يمني أهانوا كرامته وجعلوه يبكي بحرقة بسبب 100 ريال سعودي - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025 08:51 مساءً

ينظر الغالبية الساحقة من الشعب الألماني، إلى المستشارة السابقة " أنغيلا ميركل" على أنها أعظم مستشارة تولت حكم ألمانيا، فقد كانت هذه المرأة الفولاذية زعيمة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)، وخلال توليها منصب المستشارة الألمانية خلال الفترة من 2005 وحتى 2021 تمكنت من القفز بالاقتصاد الألماني الى المركز الرابع عالميا، وحققت الرفاهية والعيش الرغيد للشعب الألماني، وكذلك لكل المقيمين في ألمانيا من مختلف الجنسيات.


هذه المرأة التي جمعت بين الأنوثة وقوة الشخصية ، وبين الهدوء والعقلية الجبارة، رفضت رفضا قاطعا تلبية مطالب الأطباء والطيارين والمهندسين في ألمانيا، الذين طالبوا أن تتم مساواتهم برواتب المعلمين، وقالت كلمتها المشهورة " يستحيل أن اساوي بينكم وبين من يخرج الأجيال ومن كانوا السبب الرئيسي في وصول ألمانيا إلى ما وصلت إليه" هذه هي نظرة هذه المرأة العبقرية للمعلم، فهي تدرك ان هذا المعلم كان وما يزال اللبنة الأساسية لما حققته ألمانيا من منجزات على مختلف الأصعدة، فماذا يحدث للمعلمين ومربي الأجيال في اليمن السعيد الذي حوله اللصوص وقطاع الطرق إلى اليمن التعيس؟


لقد شعرت بالألم والقهر والحسرة، وأنا أتابع مشهد مؤثر بثته قناة اليمن الفضائية، لمعلم يمني كبير السن، اهانوا كرامته ومسجوا به الأرض فاخذ يجهش بالبكاء وكأنه طفل صغير حرمته أمه من اللعب مع أصحابه أو رفضت أن تشتري له الحلوى ، تلك الدموع كانت بسبب انقطاع راتبه الشهري البالغ 40 ألف ريال، وهو مبلغ زهيد لا يتجاوز 100 ريال سعودي فقط ، ومع ذلك فإن انقطاع هذا المبلغ الزهيد سبب له معاناة شديدة وانقلبت حياته رأسا على عقب، فهو لا يجد ما ينفقه لا على نفسه ولا على عائلته، فما الذي يستطيع أي معلم يعيش هذه الظروف أن يقدمه لأبنائنا وفلذات أكبادنا؟


هذه الظروف المزرية للمعلم، ستكون وبالا على مستقبل الشعب اليمني العظيم خاصة حين نعلم إن هناك أشخاص حقراء وحثالة وفاسدين يتولون مناصب رفيعة، ورواتب بالعملة الصعبة، رغم أنهم من شدة جهلهم لا يستطيعون حتى كتابة أسمائهم، فالمبلغ الذي أبكى هذا العجوز والمعلم القدير، لا يعني شيء لأولئك اللصوص الذين يرفلون في النعيم ويسرقون خيرات الوطن، ومبلغ كهذا بالنسبة لهم لن يكفي واحد منهم لوجبة إفطار.


لا يمكن لأي دولة أن تنهض وتحقق شيء لنفسها ولشعبها وهي غارقة في ظلام الجهل، فقد كانت القارة الأوروبية غارقة في الاقتتال والتناحر في العصور الوسطى لأنها كانت تعيش في جهل مطبق، والعلم وحده دون غيره هو الذي قفز بها تلك القفزة الهائلة، وجعلها تتحكم بمصير العالم وترفع مستوى المعيشة لشعوبها إلى درجة لا يصدقها العقل، فقد أرادت الحكومة السويسرية أن تمنح مواطنيها رواتب شهرية دون حاجة للذهاب إلى العمل لكن الشعب السويسري رفض الفكرة وقرر أن يعمل وينتج بدلا من البقاء في البيت.


اليمنيين شعب عظيم وأبطال ومكافحين، لكنهم يدركون إن العلم وحده هو الذي سيحقق لهم كل ما تصبوا إليه أنفسهم، فحين يتلقى المعلم راتبه دون انقطاع ويلقى المعاملة الحسنة، فسيعمل جاهدا لتخريج جيل مسلح بالعلم والأخلاق، فلا علم جيد بدون سلوكيات واخلاق حميدة وهو ما عبر عنه الشاعر بقوله: من قال إن العلم ينفع وحده .. ما لم يتوج ربه بخلاقي.


ولأهمية العلم واعتباره النور الذي يزيح الظلام ، فقد كان أول أمر يتلقاه خير خلق الله ، محمد ابن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم هو القراءة حين طلب منه جبريل عليه السلام أن يقرأ، والامام الشافعي رضوان الله عليه يرى ان العلم هو أساس النجاح في الدنيا والأخرة ، فهو يقول " من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الأخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه أيضا بالعلم"، وما لم يحصل المعلم اليمني على كل ما يستحقه، فلن نتحرك قيد أنملة، وسنظل غارقين في جهلنا نتقاتل على أشياء تافهة من خلال التفاخر والغطرسة، فهذا يقول انا ابن الشيخ فلان وذاك يصرخ انا من القبيلة الفلانية، وهذا كلام فارغ سيجعلنا أضحوكة لشعوب العالم، ولن يسمن أو يغني من جوع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق