أعلن رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، أن بلاده اختبرت بنجاح صاروخاً فرط صوتي جديداً، سيسهم في ردع «جميع الخصوم» في المحيط الهادئ، على ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أمس.
وأجرت بيونغ يانغ التجربة، أول من أمس، أثناء زيارة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى كوريا الجنوبية، وقبل أسبوعين من تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في 20 يناير.
وقال كيم، الذي أشرف على عملية الإطلاق برفقة ابنته جو إي، إن «نظام الصواريخ الفرط صوتي المتوسط المدى يهدف إلى تعزيز الردع النووي للبلد تدريجياً».
وأضاف أن هذا السلاح الجديد «سيردع بشكل موثوق أي خصوم في منطقة المحيط الهادئ يمكن أن يؤثروا في أمن دولتنا»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء.
وذكرت الوكالة أنه تم استخدام «مركّب جديد من ألياف الكربون» لمحرك الصاروخ، كما «أدخلت وسيلة جديدة إلى نظام التحكم في الطيران والتوجيه».
ويسمح استخدام ألياف الكربون في صنع صاروخ بتخفيف وزنه، وبالتالي زيادة مداه وقدرته على المناورة، لكنه يصعب السيطرة على هذه التكنولوجيا بسبب ضعف قدرة هذه المادة المركبة على مقاومة درجات حرارة مرتفعة.
ويصنف صاروخ بأنه فرط صوتي حين تزيد سرعته على 6000 كيلومتر في الساعة، ما يزيد بخمس مرات على سرعة الصوت.
وقال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيؤول، يانغ مو جين، لوكالة «فرانس برس»، إن «المقلق في هذا الصاروخ أن هذه التكنولوجيا لا تمتلكها حالياً سوى روسيا والصين والولايات المتحدة».
وأضاف: «من أجل الوصول إلى مثل هذه السرعة لابد من استخدام مواد قادرة على مقاومة ظروف قصوى».
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، بأن الصاروخ أطلق من منطقة بيونغ يانغ، واجتاز 1500 كيلومتر بسرعة «ماخ 12»، التي تزيد 12 مرة على سرعة الصوت، قبل أن يسقط في بحر اليابان أو بحر الشرق بحسب التسمية الكورية.
من جانبه، ذكر الجيش الكوري الجنوبي أن الصاروخ اجتاز مسافة 1100 كيلومتر.
وأكد كيم جونغ أون أن «هذه الخطة والجهد هما حتماً للدفاع عن النفس وليسا خطة وعملاً هجوميّين».
لكنه شدد على أنه «لا يمكن للعالم تجاهل أداء» هذا الصاروخ القادر، على حد قوله، على «توجيه ضربة عسكرية خطرة لخصم بكسره بفاعلية أي حاجز دفاعي صلب».
وقال كيم إن «تطوير القدرات الدفاعية لكوريا الشمالية التي تهدف لأن تكون قوة عسكرية سيتسارع بشكل أكبر». وهذه أول عملية إطلاق صاروخ تقوم بها كوريا الشمالية في العام الجديد، بعد آخر عملية أجرتها في السادس من نوفمبر الماضي قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ورأى المحللون في إطلاق الصاروخ وتصريحات كيم جونغ أون رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وقال المحلل في المعهد الكوري لإعادة التوحيد الوطنية، هونغ مين: «إنه يوجه رسالة واضحة إلى إدارة ترامب، مفادها أنه من أجل إقامة حوار، يجب الاعتراف بموقع كوريا الشمالية الاستراتيجي».
وقام ترامب خلال ولايته الأولى بمحاولات للتقارب بصفة شخصية مع الزعيم الكوري الشمالي والتقاه ثلاث مرات.
وذكر هونغ مين، أن بيونغ يانغ أرادت من خلال إطلاق الصاروخ الجديد، أن تثبت لواشنطن أن ترسانتها النووية باتت أكثر تطوراً منها في ولاية ترامب الأولى بين 2017 و2021، وأن البلد الذي وقع معاهدة دفاع متبادل مع روسيا بات في موقع قوة تحسباً لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن كيم «يريد على ما يبدو تطوير إطار المفاوضات ليكون هدفها ضبط الأسلحة النووية للحد من المخاطر، بدل نزع السلاح النووي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق