أثار حساب إسرائيلي غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره خريطة مثيرة للجدل تدعي أنها تُظهر "إسرائيل الكبرى"، وتشمل أراضٍ من أربع دول عربية.

نشر حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة "إكس" خريطة تضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى أراضٍ من الأردن ولبنان وسوريا، مدعية أنها جزء من حدود إسرائيل المزعومة.

رافق المنشور تعليقًا لا يستند إلى أي معطيات تاريخية أو دلائل موثوقة، حيث سعى الحساب إلى تقديم رواية إسرائيلية تعتبر هذه الأراضي جزءًا من "إسرائيل التاريخية" دون أي دليل يؤكد هذا الادعاء.

تُظهر الخريطة التي نشرتها إسرائيل توسع حدودها على حساب الأراضي الفلسطينية والعربية، مما يُعتبر محاولة لتبرير السياسات الإسرائيلية الحالية بشأن الاستيطان والتوغل في الأراضي العربية.

ونشر الحساب الرسمي الإسرائيلي هذه الخريطة تحت عنوان "هل تعلم أن مملكة إسرائيل كانت قائمة منذ 3000 سنة؟"، مستعرضًا ما وصفه بـ "تاريخ مملكتي إسرائيل ويهوذا حتى القرن السادس قبل الميلاد" ثم سقوط المملكة الأخيرة على يد نبوخذ نصر. وأشار الحساب إلى أن الشعب اليهودي في الشتات استمر في السعي لإعادة بناء دولته التي أُعلنت في عام 1948، وهو العام الذي شهد نكبة الفلسطينيين.

وقد أدانت وزارة الخارجية السعودية هذا الادعاء الإسرائيلي، ووصفت الخريطة بأنها باطلة وأكدت رفض المملكة القاطع لها، مشددة على أن مثل هذه التصريحات تعكس نية إسرائيل في تكريس احتلالها للأراضي العربية، وهو ما يُعد انتهاكًا للسيادة الوطنية والدولية.

وأكدت المملكة على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الدول والشعوب في المنطقة، مشددة على ضرورة احترام سيادة الدول وحدودها المعترف بها دوليًا، والعمل الجماعي لوقف تفاقم الأزمات الإقليمية وتحقيق سلام شامل وعادل.

من جانب آخر، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، نشر الخريطة ووصفه بأنه "تصرف متطرف" يعكس حالة التطرف الديني في الحكومة الإسرائيلية الحالية، كما اعتبر أن هذه الخريطة تعتمد على "خرافات تاريخية" تُقدّم على أنها حقائق.

وأعربت وزارة الخارجية الأردنية عن رفضها لهذا المنشور الإسرائيلي، معتبرة أنه ينسجم مع التصريحات العنصرية التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى ضم الضفة الغربية وبناء مستوطنات في غزة. ودعت الحكومة الأردنية إسرائيل إلى وقف هذه التصرفات التي تساهم في تأجيج الصراعات وتهدد الأمن والسلم الدوليين.

كما أصدرت دولة قطر بيانًا يدين المنشور الإسرائيلي، مؤكدة أنه يعد انتهاكًا صارخًا لقرارات الشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي.