منذ توليها مهامها في سبتمبر 2023، اختارت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، الابتعاد عن الأضواء الإعلامية، مركزة اهتمامها على فهم التحديات العميقة التي يواجهها اليمن. ورغم ذلك، كثفت نشاطها عبر إجراء لقاءات مع مكونات مختلفة من الشعب اليمني، إلى جانب زيارات متعددة للبلاد طوال العام الماضي.

وفي أول مقابلة صحفية لها مع "الشرق الأوسط"، صرحت شريف أن بريطانيا تتعامل مع مسؤوليتها في ملف اليمن في مجلس الأمن الدولي بكل جدية، مشيرة إلى استعدادات لإطلاق "مؤتمر دولي في نيويورك مطلع عام 2025"، الذي يهدف إلى حشد الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة اليمنية والمساهمة في دعم مؤسساتها.

وفيما يخص الوضع السياسي في اليمن، عبرت السفيرة البريطانية عن قلقها البالغ تجاه الوضع "المتقلب" جراء الهجمات الحوثية على إسرائيل وردود الفعل الإسرائيلية، مؤكدة أن "تهور الحوثيين" قد يعرقل جهود السلام المبذولة في المنطقة.

وأكدت عبدة شريف أن التنسيق مع المملكة العربية السعودية حول الملف اليمني مستمر ومتواصل، معربة عن تقدير بريطانيا العميق للدور المحوري الذي تلعبه المملكة في دعم الشعب اليمني.

كما أبدت شريف تأييدها الكامل لقرار الأمم المتحدة بتعليق الدعم التنموي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، محذرة من أن احتجاز موظفي الأمم المتحدة والسفارات يعيق الأنشطة الإنسانية في تلك المناطق.

مؤتمر دولي في نيويورك لدعم اليمن

وكشفت عبدة شريف في حديثها عن عقد مؤتمر دولي في نيويورك في مطلع العام 2025، وذلك بهدف تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي لليمن. وقالت: "نعمل بلا كلل من أجل دعم الشعب اليمني، وسيتم تنظيم هذا المؤتمر لحشد التأييد السياسي والبرامجي للحكومة اليمنية ومؤسساتها، في خطوة لتوفير الخدمات الأساسية في البلاد".

وأضافت شريف أن العلاقات بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية "مبنية على أسس أخوية وطويلة الأمد"، مشيرة إلى أن التعاون بين البلدين مستمر في العديد من المجالات، لا سيما في ملف اليمن، منوهة بأن زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى الرياض مؤخرًا تجسد التعاون المشترك بين البلدين في المشاريع الإنسانية، بما في ذلك في اليمن.