عاجل

ناصر بن جريد.. شاعر الحب الخفي في الأغنية السعودية - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة
ناصر بن جريد، اسمٌ لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن تاريخ الأغنية السعودية، فهو أحد أبرز صنَّاع الكلمة الشعرية التي منحت الأغنية المحلية عمقها وهويتها.

شاعرٌ وكاتب فذ، جمع بين الموهبة الأدبية والرؤية الثقافية، واستطاع أن يصنع لنفسه مكانة خاصة بين عمالقة الفن السعودي والعربي، ليبقى صوته الشعري حاضراً في ذاكرة الإبداع.

ابن جريد، لم يكن مجرد شاعر يكتب النصوص الغنائية، بل كان أحد المساهمين في صياغة هوية الأغنية السعودية منذ بداياتها. علاقته المميزة مع عمالقة الفن؛ أمثال محمد عبده، سعد إبراهيم، هيام يونس، والملحن الكبير فوزي محسون، جعلت من نصوصه مادة خصبة للإبداع الموسيقي.

من أبرز أعماله التي خلّدتها الذاكرة، أغنية (سكة التائهين)، التي لحنها العميد طارق عبدالحكيم، وأغنية (الليل أبو الأسرار) التي غناها عبدالله رشاد. كما كان للوطن نصيب كبير من شعره، إذ تغنى بأشعاره كبار المطربين، مثل (يا أبو البلد) للراحل طلال مداح و(سور البلد عالي) لمحمد عبده، مما يعكس وعيه العميق بدور الكلمة في تعزيز الهوية الوطنية.

إلى جانب إبداعه في الشعر، كان ناصر بن جريد، رائداً في تقديم الشعر الشعبي وإبرازه بأسلوب راقٍ ومميز. من خلال تحرير صفحة (سفينة حنان) في مجلة اليمامة السعودية، كان يرى في اللغة الشعبية جزءاً من التراث الذي يجب الحفاظ عليه، ونجح في دمج هذا التراث مع رؤيته الأدبية الحديثة.

لم يقتصر دور بن جريد، على الشعر والفن، بل كان يرى أن الثقافة الفنية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالرقي الفكري للشباب. من هذا المنطلق، كان جزءاً من المشهد الرياضي، إذ ساهم في العمل مع إدارة نادي الهلال منذ تأسيسه، ليعبّر عن رؤيته التي تربط بين النمو الثقافي والرياضي للشباب السعودي.

هذه الفلسفة جعلت منه شخصية متعددة الأبعاد، قادرة على التأثير في مجالات مختلفة، ولم يترك الشعر أبداً، بل استمر في إنتاجه وتقديمه للأجيال من خلال دواوينه الشعرية، مثل (أمل باكر)؛ الذي حمل بين طياته انعكاسات عميقة عن الحب والوطن والإنسان.

صداقته مع إبراهيم خفاجي، وعلاقته الوثيقة بالعميد طارق عبدالحكيم، وكلاهما من أعمدة الفن السعودي، أضافتا بُعداً إنسانيا وإبداعياً إلى مسيرته، مما ساهم في صنع تجربة فريدة تجمع بين العمق الأدبي والتميز الفني.

كان شاهداً على تحولات كبيرة في تاريخ الأغنية السعودية، وساهم بشكل مباشر في صياغة تلك التحولات من خلال أعماله التي تحمل في طياتها عبق التاريخ وعمق التجربة. من مكة المكرمة، حيث نشأته وصداقته مع خفاجي، إلى الطائف، موطن العميد طارق عبدالحكيم، امتدت علاقاته الفنية والإنسانية لتبني جسوراً من الإبداع استمرت لعقود.

حتى أًصبح واحداً من أبرز المبدعين الذين ساهموا في بناء الهوية الفنية والثقافية للأغنية، بشعره وأعماله وذائقته ويستحق الاحتفاء بمكانته.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق