عندما تتحدث "الإحصاء" بقوة البيانات الناعمة - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

تم النشر في: 

09 يناير 2025, 3:26 مساءً

عندما دخلت قاعة اللقاء التعريفي؛ الذي نظمته الهيئة العامة للإحصاء قبل أيام قليلة في الرياض؛ لاستعراض منجزاتها وخططها المستقبلية لعام 2025، شعرت أنني أمام مشهد يعكس عمق التحولات التي تعيشها المملكة اليوم، ومن باب الصدق، كان في نفسي بعضٌ من "القلق المهني" في حضور مثل هذه المناسبات، التي غالبًا ما تتحول إلى مسار سردي نمطي وتقليدي في طرح المنجزات أو التطلعات، إلا أنّ ظني خاب هذه المرة -وسعيد بهذه الخيبة أيَّما سعادة- ليكون الحدث بكل ما تحمله الكلمة من معنى "نافذة تحليلية" في كيفية تشكيل الأرقام والبيانات للمستقبل، وكيف أصبحت لغة حية تصوغ القرارات وترسم ملامح التنمية.

الدكتور فهد الدوسري، رئيس الهيئة العامة للإحصاء، كان بحق "المايسترو" الذي أدار اللقاء، فكلماته لم تكن على الإطلاق عشوائية، بل كانت خريطة واضحة توضح أهمية البيانات كركيزة أساسية لكل قرار وطني.

أستطيع القول: إن ما سمعته لم يكن عبارة عن تقارير تقنية، بل رؤية متكاملة تُبرز كيف تحولت الهيئة إلى شريك وطني في بناء مستقبل المملكة العربية السعودية.

تصدر المملكة خليجيًا وعربيًا في مؤشرات الأداء الإحصائي كان من أبرز النقاط التي تناولها اللقاء، إلا أن ما جعل هذا الإنجاز مميزًا هو الطريقة التي تم تقديمه بها، ليس كهدف تحقق وانتهى، بل كخطوة ضمن رحلة طويلة من التطوير المستمر، وهنا على الرأي العام السعودي الوعي، من أن الهيئة العامة للإحصاء لم تكتفِ بتحقيق مُنجزها، بل وضعت لنفسها خارطة طريق للمزيد من التحسين، بدءًا من تعزيز دقة البيانات، وصولًا إلى إطلاق مشاريع كبرى مثل "مختبر الابتكار الإحصائي".

عندما تحدث الدكتور فهد عن مختبر الابتكار الإحصائي المزمع إطلاقه في يناير الجاري، لم يبدِ لي حديثه أن يستعرض مشروعًا تقنيًا بحتًا، بل كخطوة نوعية في كيفية استخدام البيانات لتوجيه المستقبل. وللمعلومية، فإن الهيئة هنا لا تجمع الأرقام لتضعها في جداول، بل تفتح أفقًا جديدًا، لتُصبح البيانات أداة للتحليل العميق وصناعة الحلول. وهنا، فكرت للحظة كيف يمكن للمشروع أن يكون حافزًا لتطوير قطاعات متعددة في المملكة، من الاقتصاد إلى التعليم والصحة، وتمكين الأفراد والمؤسسات من الاستفادة القصوى من البيانات، لذلك فإن المختبر -كما وصفه الدكتور فهد- هو مساحة إبداعية تجمع بين العقول المبدعة والبيانات الذكية لصنع حلول تعزز من جودة الحياة.

الجزء الأكثر تأثيرًا في اللقاء، كان الحديث عن شفافية البيانات وإتاحتها للمجتمع؛ كون الهيئة تُدرك أن البيانات ليست لغة للمختصين فقط، بل وسيلة تُمكن المواطن العادي من فهم التحولات التي تجري من حوله، خاصة أن هناك وعيًا مُتصاعدًا من أن الأرقام إذا بقيت حكرًا على النخب، فإن أثرها سيكون محدودًا، وهي الخطوة التي بذلت فيها الهيئة جهودًا كبيرة لجعل الإحصاء أكثر قربًا من الناس، في حياتهم اليومية وقراراتهم الصغيرة.

وأثناء المناسبة، وجدت نفسي أتساءل: كيف يمكن للمواطن البسيط أن يشعر بأثر هذه الأرقام؟ الإجابة التي وجدتها كانت في الشفافية والسهولة التي تسعى الهيئة لتحقيقها؛ فالبيانات لم تُعد وسيلة لتقديم تقارير وطنية أو دولية، بل أساس لبناء الثقة وتعزيز مشاركة المجتمع في عملية التنمية.

أهم ما خرجت به من حضور اللقاء التعريفي، هو تجذير موقع الإحصاء ليكون شريكًا فاعلًا في صناعة التحولات، واوجه رسالة شكر لجميع منسوبي الهيئة العامة للإحصاء من دون استثناء، على عملها الجاد، في ألا تكون بمعزل عن المشهد العام، وفضلت أن تكون جزءًا أساسيًا من قصة نجاح وطنية تقودها رؤية 2030.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق