د. مايا الهواري
الإنسان كائن دائم البحث والتّطوير، يسعى للتّحديث ووضع أهداف يريد تحقيقها والوصول إليها، هذه الأهداف قد تتحقّق وقد لا تتحقّق، فنجد المرء في بداية العام يضع أمام عينيه هدفاً أو عدّة أهداف ويعمل جاهداً لأن تكون محقّقة خلال فترة زمنيّة معيّنة، قد تكون هذه الفترة آخر العام أو في منتصفه، ولكنّ المفاجأة أنّه أحياناً يقترب العام من نهايته وهذه الأهداف لم تتحقّق أو أنّها تلاشت بعد فترة قصيرة من التخطيط أو تم استبدالها أو تمّ تأجيلها أو أنّه لم يقربها نهائيّاً، فهل السّبب أنّ الإنسان تقاعس عن تحقيقها أو أنّ الظّروف حالت دون ذلك، هناك فرق كبير بين النّيّة والهدف، فالنّيّة أقوى من الهدف وبدونها لا يمكن للمرء أن يعرف نوع الأهداف الّتي يضعها، فالنّيّة شيء خارج من القلب ومن أعماق الرّوح وتحتاج لجاهزيّة وعمق في التّفكير والتّدبّر وأيضاً تحتاج إلى عمق في البصيرة، كما يجب أن يتوفّر الإيمان العميق بهذه النّيّة وأنّها ستتحقّق، كذلك النّيّة غير محدّدة بوقت معيّن، في حين الهدف محكوم بوقت محدّد، وبغض النّظر عن النّتائج فإنّ الهدف يحتاج أوّلاً وقبل كلّ شيء النّيّة فإن لم توجد النّيّة مسبقاً فلا هدف موجود، فالكثير من الأشخاص يضعون أهدافاً ويحدّدون وقتاً وينتهي هذا الوقت ولم يحقّقوا سوى20% من أهدافهم، فيكون الضّيق والتّذمّر من نصيبهم والسّبب عدم استحضار النّيّة، حتى ولو كان الهدف مادّيّاً وملموساً لكنّه لم يتحقّق وذلك لغياب النّيّة فإنّه يسبب اكتئاباً وحزناً وصدمة وخذلان الذّات وخيبة أمل، وحتّى لا يصاب الإنسان بمثل هذه الأمور لا بدّ أن يقترن الهدف بالنّيّة وعلى سبيل المثال أن يحدّث المرء نفسه قائلاً: بأنّه في آخر العام يجب أن يكون محقّقاً من تجارته أرباحاً بمبلغ معيّن، وهنا لا بدّ من الانتباه أنّ الأهداف قد تكون غير واقعيّة أو غير منطقيّة وخياليّة، فتبدأ الحيرة تراوده وأنّ هذا العمل لا ينفعه فيبدأ بتغيير أهدافه.
نستنتج ممّا سبق أنّه على المرء أن يخطّط لحياته بشكل صحيح وأن يكون الهدف واقعيّاً، واضحاً، قصير المدى أو طويل المدى، ملموساً، مقروناً بالنّيّة حتّى يتكلّل بالنّجاح ويتحقّق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق