تعتبر العملات النقدية المؤشر الأهم على صحة الاقتصاد الوطني، ويعكس تذبذب سعر صرف العملة الوطنية أمام الدولار الأمريكي الحالة الاقتصادية والسياسية للدولة،في السياق الإيراني، يستمر تراجع الريال الإيراني إلى مستويات قياسية، ما يثير القلق لدى المواطنين والمستثمرين على حد سواء،تتداخل مجموعة من العوامل، بما في ذلك عدم اليقين السياسي، التوترات الدولية، والضغوط الداخلية، لخلق بيئة غير مواتية تؤثر على استقرار وازدهار العملة الإيرانية،يعاني الاقتصاد الإيراني من ضغوطات متعددة، مما يجعل الأمر يستحق الدراسة لفهم جذور الأزمة وأبعادها.
هبوط الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي
سجلت العملة الإيرانية انخفاضًا كبيرًا، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي 756 ألف ريال إيراني في السوق غير الرسمية،يشير هذا الرقم إلى تراجع حاد مقارنة بالأمس، حين كان الدولار يساوي حوالي 741500 ريال،هذا التراجع السريع يعد مؤشراً واضحاً على الضغوط الاقتصادية التي تواجهها إيران في الوقت الراهن،وفقًا لموقع “بونباست دوت كوم”، يتابع المحللون أسعار الصرف لمعرفة مدى تأثير الأوضاع السياسية على الاقتصاد الإيراني.
الطلب على الدولار
لقد شهدت إيران في الطلب على الدولار والعملات المستقرة الأخرى نتيجة للحالة الاقتصادية السيئة،يفكر المواطنون الإيرانيون في تحويل مدخراتهم إلى عملات أجنبية، العملات الرقمية، أو الذهب، في محاولة لحماية أنفسهم من غلاء المعيشة والتضخم المفرط الذي وصل إلى حوالي 35%،وهذا الاتجاه يعكس انعدام الثقة في الريال الإيراني، ما يساهم في تآكل قيمته بشكل أكبر.
خلفيات الصعود السريع للدولار
بدءاً من أوائل نوفمبر، كانت قيمة الدولار تتزايد، إذ بدأت تتداول عند حوالي 690 ألف ريال،تعود أسباب هذا الارتفاع إلى التوترات السياسية المتزايدة، وخاصةً المخاوف من عودة سياسة “الضغط الأقصى” خلال رئاسة ترامب التالية،الوضع متفاقم بسبب المناقشات الجارية حول احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة، مما يثير قلقًا إضافيًا بخصوص الاستقرار الاقتصادي.
انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وتأثيراته
تجدر الإشارة إلى أن انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي في عام 2018 كان له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الإيراني،عقب هذا الانسحاب، أُعيدت العقوبات الأمريكية، مما أدّى إلى انخفاض حاد في قيمة الريال،تلك العقوبات كانت تهدف إلى تقييد برنامج إيران النووي، لكن لها أيضًا آثار سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد،وفقًا للتقديرات، فقد الريال الإيراني أكثر من 90% من قيمته منذ بدء هذه التدابير، مما يزيد من التحديات التي يواجهها المواطنون.
في الختام، إن التراجع المستمر للريال الإيراني أمام الدولار يسلط الضوء على التحديات الاقتصادية العديدة التي تواجهها إيران، والتي يغذيها عدم اليقين السياسي والفتور في العلاقات الدولية،يصعب على المواطنين الإيرانيين مواجهة تلك الأزمات، بينما تسلط الأضواء على السياقات الاقتصادية والسياسية المعقدة التي تؤثر عليهم،يستدعي الوضع الحالي الجهود المتضافرة لتحقيق الاستقرار وتحفيز الاقتصاد الوطني، مما يستلزم القراءة المتأنية للدروس التاريخية والمعاصرة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة جريده فكره فن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريده فكره فن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق