فضيحة برشلونة.. رواية يكذبها المنطق ويصدقها التاريخ - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فضيحة برشلونة.. رواية يكذبها المنطق ويصدقها التاريخ - اخبارك الان, اليوم السبت 11 يناير 2025 02:49 مساءً

في كل مرة تتراقص برشلونة احتفالًا بانتصار على الغريم الأزلي ريال مدريد، يرفع المدرج الأبيض لافتة سوداء تحمل رقمين لا يمكن أن يصدهما المنطق، كفيلة بأن تحول الأفراح إلى كابوس أو ليلة عزاء.
في 13 يونيو 1943، دخل فريق ريال مدريد الأول لكرة القدم إلى ملعب تشامارتين، المعروف الآن باسم «سانتياجو برنابيو» رافعًا شعار الانتقام من سقوطه الكبير بثلاثية بيضاء قبل أسبوع على أرضية «ليس كورتيس»، معقل برشلونة حينها، لكنه خرج بنتيجة أصبحت لاحقًا عارًا يطارد الكاتالونيين في كل مكان، لقد كتب التاريخ أن الملكي أذل غريمة اللدود بنتيجة بقيت عالقة في الأذهان قوامها 11ـ1.
هذا الانتصار فتح الباب على مصرعيه لأقاويل مذهلة، ورويات جنونية، يؤمن بها البرشلوني، ويكذبها المدريدي من مبدأ أن آفة التاريخ رواته.
في ذلك الوقت، كانت إسبانيا تحت حكم فرانثيسكو فرانكو بوهاموند، هو جنرال إسباني، أحد قادة انقلاب 1936، الذي أدى إلى حرب أهلية، وتولى بعد ذلك الرئاسة بدءًا من 1939 إلى 1975.
فرانكو، نسجت حوله الكثير من الرويات، بينها أن كرة القدم لم تكن مجرد لعبة بالنسبة له، بل كانت ذات بعد سياسي واجتماعي.
ريال مدريد كان يمثل العاصمة، وقوة الدولة، بينما برشلونة يعد الرمز لإقليم كاتالونيا، الذي يطمح إلى الاستقلال، ومن هنا يبدأ تبرير البرشلونيين للهزيمة النكراء، مثل قولهم إن الشرطة التابعة لفرانكو تدخلت بشكل مباشر، وهددت لاعبيهم بالسجن والتعذيب إذا لم يخسروا بنتيجة كاسحة، إضافة إلى أن الحكم سيليستينو جونزاليس كان متحيزًا بصورة فاضحة إلى القطب العاصمي.
في الشوط الأول، سجل ريال مدريد 8 أهداف، ونهاية الشوط الثاني، كانت ساعة الملعب تشير إلى 11ـ1، النتيجة التاريخية التي ظلت حتى الآن الأكبر في تاريخ الكلاسيكو على مر العصور.
بعد نحو نصف قرن على الفضيحة، يقول جوسيب فالي، ظهير برشلونة، في أحد البرامج المتلفزة: «شاركت في ذلك اللقاء، قابلنا بعض عمال الصيانة بالملعب وقالوا لنا: سنفوز عليكم اليوم، وبنتيجة ساحقة.. توجهنا لغرفة الملابس لتجهيز أنفسنا، حكم المباراة، وهو شخص لم نسمع به قبل ذلك اليوم، كان يدعى سيليستينو جونزاليس، استدعى قائد فريقنا وهدده طالبًا منه أن يحسن التصرف خلال المباراة، وإلا سيقع ما لا يحمد عقباه.. حينما بدأنا المباراة، لم نتمكن من عبور منتصف الملعب، ففي كل مرة نفعل ذلك كان الحكم الثاني يرفع رايته بشكل غريب.. ثم تمكن سوسبيدرا، لاعب برشلونة، من إحراز هدف للبارسا، لم يحتسبه الحكم على الرغم من شرعيته.. كنا نملك لاعبي دفاع أحدهما تورتا، غادر المباراة بسبب الإصابة، وآخر اسمه بينيتو، طرد من اللقاء».
ويضيف المدافع البرشلوني: «في غرفة الملابس ما بين الشوطين، قررنا ألا نواصل المباراة، بسبب هذا الحكم المنحاز.. فجأة، دخل رئيس شرطة مدريد، وسألنا: ألن تلعبوا؟ أجبناه بالرفض، فهددنا باحتجازنا إن نحن لم نكمل المباراة».
أما فرانسيسكو بوزو، مدرب ريال مدريد في تلك المواجهة، فيقول: «هذا ليس فقط فوز بمباراة، بل هو إعلان للعالم أن ريال مدريد هو الفريق الأفضل في إسبانيا.. لقد أظهر اللاعبون شجاعة وحماسة لم يسبق لها مثيل».. هذا الحديث يعده المناهضون للملكي أنه يعزز بدلالاته السياسية الضمنية حكاية سلب النتيجة.
خوان جوزيبي مارتينيث، مدرب برشلونة في مباراة العار، إن جاز الوصف، كان غاضبًا وثائرًا وهو يقول بعد السقوط المريع: «لقد لعبنا ضد فريق، ولكن أيضًا ضد حكام، وضد نظام يريد أن يرى برشلونة مهزومًا بأي ثمن.. نحن لم نلعب كرة القدم، لعبنا دراما سياسية».
سابينو بارينا، أحد أبطال المعركة بتسجيله أربعة أهداف، قال بعد المباراة: «شعرت بالنار في رجلي اليوم.. كل هدف كان له معناه، كنا نلعب من أجل أكثر من المجد الرياضي»، لكن النار التي في قدميه أصبحت بردًا وسلامًا على أتلتيك بلباو في النهائي، الذي أعلن عقب أسبوع واحد فقط تنصيبه بطلًا لما كان تعرف باسم «كأس الجنرال فرانكو» وقاهرًا للمدريديين بهدف دون رد.
ويبقى السؤال الكبير، هل تظهر اللافتة السوداء مجددًا، الأحد، بعد نهائي السوبر الإسباني بين العملاقين في جدة، حين يحصد برشلونة لقبه الـ15 في تاريخ البطولة، أم يعادل الريال الكفة، ويُلهى الملكيون في تعداد الذهب.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق