معركة الوعى.. عندما فضح نجيب محفوظ تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية في استغلال دور النشر والثقافة - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معركة الوعى.. عندما فضح نجيب محفوظ تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية في استغلال دور النشر والثقافة - اخبارك الان, اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025 12:32 مساءً

تتبع جماعة الإخوان، من خلال جناحها الفكري والتثقيفي، أسلوبًا محددًا لاستقطاب الشخصيات المؤثرة في الوسط الثقافي، ساعية لضم المفكرين والأدباء الذين يستطيعون التأثير في وجدان وعقول المصريين، وتسعى الجماعة إلى استخدام هؤلاء الأفراد لتحقيق أجنداتها السياسية، بل وتقوم بمحاولة نسب الفضل لنفسها في اكتشاف الأدباء وصناعة المجد الثقافي، بعد تراجع شعبيتها وكشف وجهها الحقيقي للشعب المصري، تحاول الجماعة جذب الشباب من الكتاب والمثقفين للتعاطف معها، في محاولة منها لاستعادة النفوذ الذي فقدته بعد انهيار حكمها الذي استمر عامًا واحدًا فقط.

 

وتمتع  نجيب محفوظ بشعبية جارفة وحصل على جائزة نوبل، وبرغم فشل الجماعة فى استقطاب نجيب محفوظ وصولا لتكفيره والتحريض على قتله، عادت الجماعة مؤخرا لتتناول  أدب نجيب محفوظ وإبداعه، محاولين أدلجة أدب نجيب  بصورة طائفية، مع التركيز على حالات الانتفاضة والغضب فى أدب نجيب محفوظ وتصويره بمعزل عن سياقه ،حيث كان النضال الذى يقصده محفوظ وقتها موجها نحو الاحتلال الانجليزى وليس السلطة الوطنية.

 

وحذّر مهتمّون  بمجال  الثقافية المصرية مؤخّرًا من محاولة اختطاف الجماعة لأدب نجيب محفوظ وغيره من كبار الأدباء، في ظلال العلاقة الأدبية التي جمعت ما بين نجيب محفوظ (صاحب نوبل) وسيّد قطب (صاحب الظلال) من مساعي جماعة الإخوان لاختطاف أدب نجيب محفوظ وتحلُّق واتصال (مثقّفي الإخوان) باسمه، حيث تقول الجماعة ان سيد قطب هو مكتشف نجيب محفوظ، وهذا فى حد ذاته محض كذب وافتراء، علاوة على أن سيد قطب فى وقت بداية العلاقة بينهما ،وكتابة تلك المقالات لم يكن منضما لجماعة الاخوان أصلا، بل تم استقطابه هو الآخر وانضمامه لجماعة الاخوان عندما سافر للولايات المتحدة الأمريكية وقتها .

 

‎جذور هذا التوجّه  نحو سرقة مجد نجيب محفوظ وبحسب بعض المثقّفين ليست جديدةً بل تعود إلى نصيحةٍ قدمها سيّد قطب لابن أخت نجيب محفوظ وأحد أعضاء الجماعة جمال النهري، تتلخّص في استمالة نجيب محفوظ لفكر الجماعة .

 

‎يأتي هذا كله رغم التباس علاقة الروائي نجيب محفوظ مع التيّار الإسلامي بلغت حدّ تكفيره، كما في كتاب "كلمتنا" للشيخِ عبد الحميد كشك للرّد على "أولاد حارتنا"، أو محاولة اغتياله بناء على فتوى لزعيم الجماعة الإسلامية عمر عبد الرّحمن.

 

وقد حاولت جماعة الاخوان المسلمين استقطاب نجيب محفوظ من خلال ابن اخته "جمال النهرى "عضو الجماعة، ونصح سيد قطب الجماعة بضم نجيب محفوظ لأنه كان يتوقع أن يكون له شأن عظيم منذ البداية، وعندما فشلت الجماعة في استمالة نجيب محفوظ كفروه بل وحاولو اغتياله، حيث كفره الشيخ عبدالحميد كشك صراحة في كتاب"كلمتنا" الذى كتبه كشك خصيصا للرد على رواية "أبناء حارتنا" لنجيب محفوظ والتي اعتبروها مخالفة للعقيدة.

 

وبدأت علاقة سيد قطب بنجيب محفوظ واعجابه به من خلال "لجنة النشر للجامعيين التي أسسها "عبدالحميد وسعيد جودة السحار" بهدف إيجاد مساحة للنشر للكتاب الشباب، وكان دور سيد قطب وقتها تقديم نقد أدبي للأعمال التي تنشر، وفى الوقت نفسه كان محفوظ يري في  شخصية سيد قطب  مادة ثرية لأعماله الأدبية باعتباره شخصية معقدة تحتوى على تناقضات عدة تصلح كعمل روائي درامى  ،إلا أن علاقتهما انتهت عقب زيارة نجيب محفوظ لسيد قطب بعد خروجه من السجن بعفو صحى عام 1964قبل أن يعاد اعتقاله ويحكم عليه بالإعدام ،كانه كان يريد أن يرى الشخصية التي يكتب عنها حتى لحظاتها الأخيرة وكتب رواية عنه مستلهما شخصيته بعد وفاته بخمس سنوات .

 

وكتب قطب 3 مقالات، عن 3 روايات من أعمال محفوظ، نشرت جميعها فى مجلة  "الرسالة "، كانت سببا رئيسيًا فى شهرة محفوظ. وكتب قطب عن رواية  "خان الخليلى ": "إنها خطوة حاسمة فى طريقنا إلى أدب قومى واضح السمات، متميز المعالم، ذى روح مصرية خالصة من تأثير الشوائب الأجنبية، مع انتفاعه بها فى الوقت الذى يؤدى فيه رسالته الإنسانية ويحمل الطابع الإنسانى العام ويساير نظاره فى الآداب الأخرى " ، كما كتب مقالًا عن رواية  "القاهرة الجديدة " يستنكر ما وصفه بغفلة النقد فى مصر، إذ كيف تمر هذه الرواية دون أن تثير ضجة أدبية أو ضجة اجتماعية، ثم يقول: إن أعمال محفوظ هى نقطة البدء الحقيقة فى إبداع رواية قصصية عربية أصيلة، فلأول مرة يبدو الطعم المحلى والعطر القومى فى عمل فنى له صفه إنسانية. و سافر قطب إلى أمريكا وبعدها تحول إلى إنسان آخر تماما وتغير منهجه الفكرى إلى الاتجاه الإسلامى، فضلا عن انضمامه لحركة الإخوان المسلمين.

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق