أكدت شركة 'أكيو ويزر' أن تقديرات الأضرار الاقتصادية الناتجة عن حرائق الغابات المدمرة التي تلتهم جنوب كاليفورنيا تتراوح بين 250 مليار دولار و275 مليار دولار، وفقاً لتقرير منشور على موقعها الإلكتروني.

قال جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد الجوية في 'أكيو ويزر'، إن هذه الحرائق تُعد واحدة من أسوأ الكوارث البيئية في تاريخ الولاية، وإذا استمرت النيران في تدمير المزيد من المباني في الأيام المقبلة، فقد تصبح الأسوأ من حيث حجم الأضرار الاقتصادية وعدد المباني المتضررة.

خسائر حرائق كاليفورنيا 

وأوضح بورتر أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن حرائق لوس أنجلوس تتجاوز تقديرات الأضرار التي شهدتها الولاية في موسم حرائق الغابات عام 2020، والذي كان من أكثر المواسم نشاطًا في الولايات المتحدة، كما أن تقديرات الخسائر في لوس أنجلوس تتفوق على تلك التي سببتها حرائق ماوي في 2023، والتي تراوحت بين 13 و16 مليار دولار، وتفوق أيضًا تقديرات خسائر إعصار 'هيلين' الذي تعرضت له الولايات المتحدة في 2024.

تقديرات أولية للأضرار

وأشارت شركة 'أكيو ويزر' إلى أن هذه التقديرات تعتبر أولية، حيث أن الحرائق لا تزال تواصل انتشاهاً في بعض المناطق، والتأثيرات مستمرة. في الوقت نفسه، لم يتم الإبلاغ عن كافة الأضرار والإصابات في بعض المناطق المتضررة بعد.

من جهته، قال حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إن الحرائق في الولاية قد تصبح الأعلى تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. وأضاف أن الرياح القوية، التي من المتوقع أن تزداد في الأيام القادمة، تثير القلق من اتساع نطاق الحرائق. وأكد أن الحرائق دمرت حتى الآن أكثر من 40,000 فدان، وأن السلطات تتوقع ارتفاع عدد القتلى، الذي بلغ 24 حتى مساء الأحد.

أوامر إخلاء لمناطق جديدة

في وقت لاحق، أصدرت السلطات أوامر إخلاء لعشرات الآلاف من السكان، مع استمرار تهديد الحرائق للمنازل في مناطق راقية مثل 'مانديفيل كانيون' و'برينتوود'، كما حذرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية من رياح شديدة قد تصل سرعتها إلى 70 ميلاً في الساعة، مما يزيد من تعقيد عمليات الإطفاء.

وفيما يتعلق بالاستجابة الحكومية، نشب جدل بين حاكم كاليفورنيا والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. حيث انتقد ترامب استجابة الحكومة المحلية واعتبرها 'غير كفء'، بينما نفى نيوسوم الاتهامات التي وجهها ترامب حول استنزاف موارد المياه لحماية نوع من الأسماك المهددة بالانقراض.

رغم جهود رجال الإطفاء الذين تمكنوا من احتواء بعض الحرائق مثل 'باليسيدز' و'إيتون'، إلا أن نسبة السيطرة على تلك الحرائق تبقى منخفضة، حيث بلغت نسبة احتوائهما 13% و27% على التوالي.

في مواجهة الأزمة، تعمل الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ على تقديم الدعم اللازم للمواطنين المتضررين. كما أصدر حاكم كاليفورنيا أمرًا تنفيذيًا لتسهيل عملية إعادة بناء المنازل المتضررة بسرعة.

التهام مساحات شاسعة من الأراضي

تستمر الحرائق في تهديد حياة المواطنين والممتلكات، حيث أفادت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا أن الحرائق التهمت حتى الآن نحو 62 ميلاً مربعًا (160 كيلومترًا مربعًا) من الأراضي، أي ما يعادل حجم مدينة سان فرانسيسكو. وتشكل حرائق 'باليسيدز' و'إيتون' الجزء الأكبر من هذه الخسائر.

في الوقت نفسه، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتغطية 100% من تكاليف الكارثة، بينما تظل تصريحات الرئيس السابق ترامب تتسم بالنقد المستمر للسلطات المحلية في كاليفورنيا.

مع استمرار ارتفاع عدد الضحايا والمفقودين، يواجه المتضررون تحديات كبيرة، خاصة مع شركات التأمين، وما زالت الحرائق تمثل تهديدًا كبيرًا، مع تزايد الصعوبة في السيطرة عليها في ظل استمرارها في التهام المزيد من المنازل.