للمرة الأولى، خرج الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن صمته للحديث عن الاتهامات الأمريكية التي زعمت تورط طهران في التخطيط لاغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. 

ووفقًا لهذه الادعاءات، فإن السلطات الفيدرالية الأمريكية أحبطت محاولة لتنفيذ مؤامرة قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية، استهدفت شخصيات سياسية بارزة، على رأسها ترامب.

الاتهامات الأمريكية

في أغسطس الماضي، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن اكتشاف ما وصفته بمؤامرة كبرى خططت لها إيران، تضمنت تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات أمريكية، من بينهم مسؤولون حاليون وسابقون. وذكرت التقارير أن التحقيقات كشفت عن تورط ثلاثة أشخاص في هذه الخطة، من بينهم فرهاد شاكري، وهو مواطن أفغاني زُعم أنه مرتبط بالحرس الثوري الإيراني. وأكدت الادعاءات أن شاكري تلقى أوامر بوضع خطة مراقبة وتنفيذ عملية اغتيال تستهدف ترامب.

إضافة إلى ذلك، وجهت اتهامات لشخصين آخرين بالتآمر لقتل صحفية وناشطة أمريكية من أصل إيراني معروفة بانتقادها الحاد للحكومة الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بمعاملة النساء، ووصفت السلطات الأمريكية هذه المؤامرات بأنها رد انتقامي لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020.

الرد الإيراني

وفي مقابلة حصرية مع شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، نفى الرئيس الإيراني هذه المزاعم بشكل قاطع، مؤكدًا أن بلاده لم تحاول يومًا اغتيال ترامب أو أي شخصية أمريكية أخرى، ولن تقدم على مثل هذا الفعل في المستقبل. وشدد بزشكيان على أن إيران لا تسعى للحرب أو التصعيد، لكنها في الوقت ذاته مستعدة للدفاع عن نفسها بكل قوة إذا تعرضت منشآتها النووية أو سيادتها لأي تهديد.

وأوضح بزشكيان أن هذه الاتهامات تأتي ضمن سلسلة من الحملات التي وصفها بالمخططات المدبرة من قبل إسرائيل ودول أخرى تهدف إلى خلق صورة عدائية عن إيران على الساحة الدولية وتعزيز المخاوف من نفوذها الإقليمي.

الوضع الإقليمي والدور الإيراني

في سياق آخر، أشار الرئيس الإيراني إلى أن بلاده، رغم التحديات التي واجهتها في السنوات الأخيرة، لا تزال تتمتع بموقف قوي على الصعيد الإقليمي. 

ونفى المزاعم التي تشير إلى تراجع نفوذ إيران بسبب ما وصفه بـ"الانتكاسات" التي تعرض لها بعض حلفائها، مثل حزب الله في لبنان والتغيرات السياسية في سوريا. 

وأكد أن هذه الأحداث، بدلاً من أن تضعف بلاده، أسهمت في تعزيز تماسكها الداخلي وزيادة قوتها الإقليمية.

جهود السلام في غزة

تطرقت المقابلة أيضًا إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تُبذل حاليًا لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، حيث تشارك دول عديدة في هذه المساعي، من بينها مصر وقطر والولايات المتحدة. 

وعلى الرغم من عدم الكشف عن دور مباشر لإيران في الوساطة، شدد بزشكيان على أن بلاده تعمل باستمرار لدعم الاستقرار والسلام في المنطقة.

وختم الرئيس الإيراني حديثه بتأكيد أهمية الحوار والحلول الدبلوماسية لتجنب الحروب والنزاعات التي تهدد استقرار المنطقة والعالم. وأكد أن إيران ستواصل الدفاع عن مصالحها الوطنية وسيادتها، مع الحفاظ على التزامها بالسلام الإقليمي والعالمي.