نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وللشامتين الحجر! - اخبارك الان, اليوم الأربعاء 15 يناير 2025 11:18 مساءً
تدعي على وسائل التواصل المختلفة زوراً وبهتاناً أن ما يحدث من حرائق مشتعلة أصابت الأرض وما عليها في أمريكا هو انتقام إلهي نتيجة ما حدث في غزة ولبنان، وبعضهم جنح به الخيال فقالوا غضب من الله لمقتل قيادي حزبي، في ظاهرة مقيتة تتكرر كلما شاهدوا الأعاصير والزلازل والفتن والمجاعة والحروب التي تضرب بعض الدول وتؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، مثل ما كان يحدث من أصحاب المنابر المسيّسة أيام الصحوة السوداء عندما ضرب إعصار هارفي أمريكا وإعصار أيرما وجوزيه وهي عواصف حلزونية استوائية تتكون نتيجة عوامل طبيعية عدة، تحدث بمشيئة الله، تجرف المنازل وتتلف الممتلكات وتهلك الأرواح، تتشارك الكرة الأرضية كلها في هذه الظواهر إلا من عصم ربي.
ومع الألم والحسرة التي تعصف بالقلوب كانت تتعالى أصوات نشاز في المنتديات والإنترنت ومن على المنابر المتشددة التي ذهب بها العزم والحزم إلى مزبلة الأيام.
تعليقات ساذجة في طيّاتها رائحة الشماتة والتشفّي، يتصدرها الحركيون والشامتون في مصائب الغير والمتشددون يدّعون بأن ما يحدث عقوبة إلهية على فسادهم وظلمهم ومعاصيهم رغم أن هذه الأعاصير تمر على الكافر والمسلم.
لا أدري من قال لهم إنها عقوبة من الله وكيف جاءوا بهذه التأويلات الباطلة لقضاء الله وقدره، الذي لا ينبغي لأحد من البشر التجرّؤ على تأويله على ما يراه ويهواه، فهذا باب من أخطر أبواب الزيغ والضلال، فهو يدخل تحت طائلة التقوّل على الله بغير علم، ولقد أنكر الله على من يتأوّل أفعاله وما قضى في عباده من أحكام.
قالوا في هالة من الزيغ والضلال «لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم» يبرّرون بذلك أفعالهم القبيحة، فرد عليهم سبحانه بقوله «ما لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ»، فكيف بهؤلاء الناس السذج الذين يفسرون أفعال الله وأحكامه وقضائه وقدره بأهوائهم المريضة. مثلهم مثل الذين يخترعون التشريعات من عند أنفسهم، وهو باب من أبواب التقوّل على الله بغير علم «وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ»، وقالوا من عند أنفسهم إن الله اتخذ ولداً حين سمعوا أن الله نفخ في مريم من روحه فحملت بعيسى، وقالوا هذا ابن الله تأويلاً من عند أنفسهم لأفعاله سبحانه وتصريفه لشؤون عباده فجاء فيهم التنديد والإنكار لهذا التقوّل والافتراء على الله، بقوله تعالى «قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ».
فالتقوّل على الله بغير علم هو من أكبر الكبائر، وهو مقرون بالشرك لقوله تعالى «وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ».
لقد حذّر الله من التقوّل من غير علم في أي حق من حقوق الناس، ناهيك عن التقوّل على الله، ففي قصة الإفك يقول الحق «إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ»، أصاب المسلمين قحط في عهد عمر بن الخطاب حتى سمي بعام الرمادة أكل فيه الناس أوراق الشجر والميتة، وما حدث لنبي الأمة في غزوة أحد وفتح مكة، وما لقاه من أذى المشركين وحصارهم له وللمسلمين. وما يمر على المسلمين من حروب ومحن، فهل بعد هذا يستبيح المرء اتهام الناس الأبرياء وتأويل قضاء الله وقدره بأنه من سوء ما كسبت أيديهم؟ إن الزلازل والمحن تطول كل بلاد الكرة الأرضية بما فيها من مسلم وكافر، فماذا يقول هؤلاء الجهلة هل هو أيضاً عقاب لهم؟ بقولهم هذا يسقطون إنسانيتهم. العالم بأمس الحاجة إلى المزيد من الإنسانية والتآزر والرحمة والتعاطف والسلام والحب فنحن نعيش على كوكب واحد وللشامتين الحجر.
0 تعليق