نحن نعيش في عصر أصبحت فيه المواعيد النهائية السريعة وأحمال العمل المرهقة والعمل الشاق المستمر هي القاعدة، وفي حين يطالب الرؤساء التنفيذيون في جميع أنحاء البلاد موظفيهم بالعمل لمدة 70 و90 ساعة أسبوعيًا، يدعم آخرون فكرة الاسترخاء في عطلات نهاية الأسبوع وتعزيز التوازن بين العمل والحياة.

 وفي خضم هذا الصخب، غالبًا ما يبدو الإجهاد وكأنه الثمن الذي ندفعه مقابل الطموح والنجاح، وسام شرف يرتديه أولئك الذين يسعون جاهدين للبقاء في المقدمة في السباق التنافسي حسب ما رصد موقع تحيا مصر. 

ولكن عندما تنقلب الموازين ويصبح التوتر مزمنًا، فقد يتحول بهدوء إلى إرهاق، مما يجعلنا منهكين ومنعزلين ومثقلين. ولكن انتظر، أليس التوتر هو نفس الإرهاق؟ حسنًا، يخلط معظم الناس بينهما، لكن هناك خط رفيع بين هاتين الحالتين الذهنيتين ومن الأهمية بمكان فهم الفرق بينهما لحماية صحتنا العقلية والجسدية.

للحصول على فهم مفصل للفرق بين الإجهاد والإرهاق، تحدث فريق OnlyMyHealth مع الدكتورة أنوريت سيثي، أخصائية علم النفس السريري ورئيسة مؤسسة Trijog - Know Your Mind. 

أوضحت: "في أماكن العمل السريعة اليوم، غالبًا ما يُنظر إلى الإجهاد على أنه نتيجة حتمية للطموح والنجاح. في حين أن الإجهاد قصير المدى يمكن أن يغذي الإنتاجية ويزيد من التركيز، فإن الإجهاد المزمن أو غير المُدار يمكن أن يتفاقم إلى الإرهاق، وهي حالة من الاستنزاف البدني والعقلي والعاطفي العميق".

الفرق بين الإجهاد والتوتر

 الإجهاد هو استجابة طبيعية للمتطلبات الخارجية وقد يكون له تأثير إيجابي، مثل تحسين التركيز والأداء. يوضح الدكتور سيثي: "غالبًا ما ينشأ الإجهاد من الشعور بالإرهاق بسبب المتطلبات، في حين ينبع الإرهاق من التعرض المطول للإجهاد دون التعافي الكافي".

 في حين يجعلك الإجهاد تشعر وكأنك تقوم بالعديد من المهام، فإن الإرهاق يجعلك تشعر وكأن الدافع للقيام بالمهام قد اختفى تمامًا.

ولكن الإرهاق النفسي هو حالة أكثر شدة تنشأ عن الإجهاد المزمن غير المعالج. ولا يتعلق الأمر بالانشغال فحسب، بل يتعلق بالوصول إلى نقطة من الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي الكامل.

الفرق بين أعراض التوتر والارهاق 

أعراض التوتر: القلق، والتهيج، وتسارع الأفكار، وعلامات جسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب، وصعوبة النوم.

أعراض الإرهاق النفسي: التعب المزمن، والإرهاق العاطفي، والشعور باليأس، والانفصال عن العمل أو الزملاء.

ويؤكد الدكتور سيثي أن "أولئك الذين يعانون من الإرهاق غالبًا ما يشعرون بالانفصال عن عملهم، وحتى المهام التي كانوا يستمتعون بها في السابق قد يشعرون أنها لا معنى لها". إن التعرف المبكر على هذه العلامات أمر حيوي لمعالجة كل مشكلة بشكل فعال.