جودته عالية وأسعاره في المتناول: «الفريب» يهزم ال «صولد» ب «الضربة القاضية»! - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جودته عالية وأسعاره في المتناول: «الفريب» يهزم ال «صولد» ب «الضربة القاضية»! - اخبارك الان, اليوم الخميس 16 يناير 2025 12:13 مساءً

جودته عالية وأسعاره في المتناول: «الفريب» يهزم ال «صولد» ب «الضربة القاضية»!

نشر بوساطة شافية براهمي في الشروق يوم 16 - 01 - 2025

alchourouk
في الوقت الذي بدت فيه الحركة الاقتصادية خلال اليوم الاول ل»الصولد» بطيئة ، غصت محلات «الفريب «بأحبائها الباحثين عن «الأجود و الأرقى» وبأسعار تتماشى مع جيوبهم المفلسة .
تونس-الشروق:
في إطار تنشيط الحركة الاقتصادية ودعم القدرة الشرائية للمستهلك انطلق أمس «الصولد الشتوي» الذي وقع تقديم موعده بصفة استثنائية هذه السنة بمشاركة ما يزيد على 1700 محل تجاري ليمتد على مدى ستة أسابيع إلا أن اليوم الاول لموسم هذه التخفيضات الشتوية كان باهتا حيث بدا حضور الحرفاء محتشما رغم إغراءات التخفيضات التي زينت الواجهات البلورية للمحلات و التي تراوحت بين 20 % و 50 % بالنسبة للمنتوجات المحلية و وصلت الى حد 70 % بمحلات الملابس والاحذية ذات العلامات العالمية في يومها الاول .
هذه التخفيضات التي أكد أصحاب المحلات أنها «حقيقية و مهمة جدا «في وقت يعاني فيه المستهلك التونسي عجزا في مقدرته الشرائية ، يبدو أنها لم ترق للحرفاء و لم تستقطبهم بالعدد الذي كان منتظرا لدى أصحاب المحلات ممن أصابهم نوع من «الإحباط «بسبب حالة الكساد التجاري خلال اليوم الأول من هذا الموسم الذي من المفترض أن يشهد إقبالا كبيرا من قبل المواطنين .
غياب الجودة و النجاعة
و لئن كان سبب عزوف المواطن عن إقباله على موسم التخفيضات طيلة السنوات الفارطة سواء منها الصيفية أو الشتوية هي الاشهار الكاذب و التلاعب بالأسعار ، فإن غياب الجودة بأغلب السلع المعروضة و ارتفاع أسعارها رغم التخفيضات هي التي جعلت الحريف يلتجئ الى سوق» الفريب « للبحث عن «ضالته «ذات الجودة العالية بأبخس الاثمان وفق تعبير أغلب ممن استجوبناهم من المواطنين .
أسعار «مشطة»، و«صولد صوري»، و«الأسعار تقريبا نفسها قبل «الصولد»،»والحمد لله على نعمة الفريب « هذه بعض العبارات التي رصدتها «الشروق «خلال جولة قامت بها بين بعض المحلات التجارية التي و رغم اغراءات التخفيضات الا أن حضور الحرفاء كان محتشما جدا و الشراءات كادت تكون منعدمة وفق تأكيد عدد من الباعة آملين في أن تتحسن الوضعية في باقي أيام التخفيضات لانعاش نشاطهم التجاري و إنقاذه من حالة الركود الاقتصادي .
كما انتقد عدد من أصحاب هذه المحلات ظاهرة التجارة الالكترونية التي انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي و ضيقت عليهم الخناق حيث أنها تقدم عروضا مغرية تنافس جميع المحلات داعين السلط المعنية الى التدخل العاجل للتصدي اليها و ضمان حق التاجر و المستهلك و تعزيز عمليات المراقبة بهذه المواقع لضمان مصداقية العروض وفق تعبيرهم .
وفي المقابل أطنب جل من تحدثنا اليهم في الحديث عن عجز المقدرة الشرائية التي تمنعهم من التمتع بهذا الموسم مؤكدين أنه حتى وإن كانت التخفيضات حقيقية فإن الاسعار تظل مرتفعة و لا تتلاءم مع مقدرتهم الشرائية التي أخذت تتراجع فترة بعد أخرى في ظل الارتفاع المشط للأسعار لا فقط في الملابس والاحذية و لكن ايضا في كل حاجياتهم الاستهلاكية الاساسية ممّا ولّد لديهم حالة عزوف عن مثل هذه المناسبات الموسمية التي كان يخصص لها جزء من الميزانية العائلية.
«نعمة الفريب «
و أمام ما شهدته الحركة الاقتصادية أمس لأغلب المحلات التجارية من بطء ، غصت أسواق الملابس المستعملة بالحرفاء الذين ظلوا وفيين «للفريب «غير عابئين بما تعرضه المحلات التجارية من ملابس جديدة و أحذية لا تتماشى أسعارها مع ما تحتويه جيوبهم ، فخيروا التسوق وسط أكداس «الفريب « المنثورة على قارعة الطرقات و داخل محلات» الفريب الراقي»الذي حتى و إن كانت أسعاره مرتفعة فإنها تظل أقل بكثير من تلك التي تباع خلال موسم التخفيضات وبجودة افضل وفق تعبيرهم .
«الفريب نعمة و متنفس لعامة الشعب «و « لا شيء يضاهي متعة الساعات التي اقضيها بين أكوام الملابس للعثور على قطعة نادرة لن اجدها في افخم المحلات التجارية الراقية و بسعر خيالي «هكذا تحدث الينا العديد ممن التقيناهم بمحلات بيع «الفريب» منتقدين الغلاء الفاحش للاسعار داخل محلات بيع الملابس و الاحذية الجديدة التي تصطاد الحرفاء لمزيد استنزاف جيوبهم الخاوية و دق آخر مسمار في نعشها وفق تعبيرهم .
و انتقد هؤلاء ما وصفوه ب»التخفيضات الوهمية «التي تتجاوز القدرة الشرائية للمواطن مؤكدين أن هذه التخفيضات لا تعنيهم و هي تقتصر فقط على طبقة معينة من الشعب و هي الطبقة الراقية التي باتت هي الاخرى تلتجئ الى "الفريب" بحثا عن جودة المنتوج
و أوضح المستجوبون أن عامل الجودة هو الشرط الاساسي للاقبال على المنتوج المحلي لكن أن يقترن عامل غياب الجودة مع السعر الباهض فإن "الفريب" يصبح هو الملجأ للحريف الذي يبحث عما يناسب ذوقه و جيبه ، معتبرين ان «الفريب» لم يعد مقصدا للطبقة الفقيرة و المتوسطة فقط بل أصبح قبلة الاغنياء ومتساكني أرقى الاحياء
ماركات عالمية
و لان اسعار الماركات العالمية مشطة جدا و غير متاحة للعموم ، فإن متابعي الموضة و عشاق هذه الماركات يصطادونها من محلات بيع الملابس و الاحذية المستعملة التي وإن بدت اسعارها مرتفعة فانها لا تضاهي اسعارها الحقيقية داخل المحلات الراقية و الفاخرة.
والى جانب توفرها بمحلات معروفة داخل الاسواق العامة المخصصة للملابس المستعملة كسوق «الحفصية» او «سيدي البحري» او «سوق ابن خلدون» او «اريانة « او «الزهروني «او غيرها فإن محلات أخرى باتت تنشط في هذا المجال يطلق عليها اسم «dépôt vente» موزعة بكامل مدن تراب الجمهورية .
هذه المحلات تعنى ببيع الملابس و الاحذية و الحقائب ذات الماركات العالمية التي يحدد صاحبها سعرها و يعطي لصاحب المحل الذي يتولى بيعها نسبة معينة (حوالي 30 % من السعر) . و هي طريقة جديدة يعمد اليها العديد من التونسيين وقد لقيت رواجا كبيرا في الأشهر الأخيرة .
عملية تسويقية
رئيس المنظمة التونسية لارشاد المستهلك، لطفي الرياحي، أكد في تصريح «للشروق» أن» الصولد «في تونس ليس الا عملية تسويقية لمنتوجات أجنبية بأسعار مشطة و بجودة رديئة و هو ما يتطلب ضرورة مراجعة مفهوم "الصولد" في تونس حتى يصبح مهرجانا للتسوق.
و قال الرياحي إن المنتوجات المعروضة بالمحلات التجارية المشاركة في موسم الصولد الشتوي يجب أن تكون جميعها مشمولة بالتخفيض دون استثناء البضاعة التي لم يتجاوز عرضها بالمحلات ال90 يوما حتى لا يتسبب في مغالطة المواطنين والتأثير عليهم بعد دخولهم للمحل مضيفا أن البضائع الجديدة التي لا يرغب أصحابها في بيعها بالتخفيض، يمكن لهم اخفاؤها الى ما بعد نهاية موسم التخفيضات .
كما شدد لطفي الرياحي على ضرورة تمتيع النسيج الصناعي التونسي بأولوية العرض بدل التسويق للسلع الأجنبية داعيا الى مراجعة امتيازات عقود الاستغلال تحت علامة أصليّة و عدم توريد أي منتوج له مثيل في تونس .

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق