في قصة مأساوية تجسد قسوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها اليمن، أقدم الجندي السابق داوود نعمان، البالغ من العمر 35 عامًا، على محاولتين للانتحار بعد أن هجرته زوجته تحت ضغط من والدتها وانتقلت للعيش في عدن.

يعيش داوود في قرية المرزوح بجبل صبر في محافظة تعز، ويكافح لتوفير لقمة العيش لأسرته بعد أن اضطرته ظروف الحرب للعمل كعامل يدوي بعد خدمته في القوات الخاصة.

تفاقمت أوضاعه المعيشية سوءًا بعد أن غادرت زوجته منزل الزوجية مع أطفالهما، متأثرةً بوالدتها.

في محاولة يائسة للتعبير عن يأسه وألمه، تناول داوود جرعة قاتلة من السم في قريته. تدخل أهالي القرية في الوقت المناسب وأنقذوه بنقله إلى المستشفى. لم تثنِ هذه التجربة داوود عن محاولته استعادة زوجته وأسرته، فسافر إلى عدن حيث تقيم زوجته.

وهناك، في مشهد مؤلم أمام عينيها، أشعل النار في يده اليسرى وهو يقول: "هل تأكدت من حبي لك الآن؟". لكن محاولته باءت بالفشل وعاد إلى تعز محطمًا.

يعاني داوود من ضائقة مالية خانقة ازدادت حدة بسبب نفقات سفره المتكررة لمحاولة إقناع زوجته بالعودة. ورغم جهوده المضنية للتواصل مع والدة زوجته وإثبات حبه وإخلاصه لأسرته، إلا أنه يواجه رفضًا قاطعًا يزيد من معاناته النفسية والجسدية.

تسلط هذه القصة الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الأسر اليمنية في ظل الظروف الراهنة، وتبرز الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة والمنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بشؤون الأسرة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لداوود وأسرته، ومساعدتهم على تجاوز هذه المحنة وإعادة لم شملهم.

كما تدعو القصة إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حل النزاعات الأسرية بطرق سلمية وبناءة، وتجنب اللجوء إلى حلول يائسة قد تؤدي إلى نتائج كارثية.

لا يزال داوود يعاني من جروح نفسية عميقة، لكنه يأمل في فرصة جديدة لإصلاح ما انكسر واستعادة الاستقرار لأسرته التي مزقتها الخلافات العائلية وضغوط الحياة القاسية.