مع إعلان التوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة يوم الأربعاء، بدأ عدد من المعلقين فى وسائل الإعلام الغربية عن الحديث عن نجاح ترامب في إنجاز ما عجزت عنه إدارة بايدن على مدار أشهر، لاسيما ما يتعلق بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للقبول بشروط الاتفاق التى ظل رافضا لها.

وفى تحليل أسباب نجاح ترامب، الذى استخدام أسلوب التهديد والوعيد، تحدث الخبراء عن نظرية "الرجل المجنون" التى أفلحت دون غيرها فى التوصل إلى هذا الإنجاز الدبلوماسى. 

ففى مقاله بصحيفة واشنطن بوست، الخميس، قال الكاتب والخبير المتخصص فى السياسة الخارجية الأمريكية شادى حميد، إن نظرية ترامب "الرجل المجنون" نجحت فى غزة، بينما فشل كل شىء آخر، مشيرا إلى أن مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية قد ترى المزيد من القوى المعطلة، والتى لا يمكن التنبؤ بها.

نظرية المجنون، هى نظرية سياسية مرتبطة بالسياسة الخارجية للرئيس الامريكى الأسبق ريتشارد نيكسون وإدارته، حيث حاول جعل قادة الدول الشيوعية تعتقد أنه شخص غير عقلانى ومتقلب، حتى يتجنبوا استفزاز الولايات المتحدة خوفا من رد فعل غير متوقع.

يقول حميد إن ترامب قد يبدو رجلا مجنونا، لكن تبين أن هذا قد يكون شيئا جيدا، على الأقل فى الوقت الراهن. فقد كان اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة عصيا على مدار عام تحت قيادة بايدن، لكنه أصبح حقيقة بعد تدخلات من إدارة ترامب التى لم تأت بعد.

وأشار إلى أن تفاصيل التوصل إلى الاتفاق تكشف الكثير. فمبعوث ترامب القادم إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أخبر مساعدى نتنياهو أنه سيكون موجودا فى إسرائيل السبت وأنه سيتلقى برئيس الوزراء صباح هذا اليوم، رافضا حجج العطلة اليهودية.

وعلى مدار أشهر، قال ترامب إنه يتوقع إنهاء الصراع وإصدار جميع الرهائن الباقين بحلول تنصيبه، وإلا فإن جحيما سيندلع. ولم يحدد ترامب ما سيشمله هذا الجحيم، لكن رسالته كانت واضحة كما أراد. ورغم أن الكيفية التى سيتم بها تنفيذ مراحل الاتفاق المتشابكة، وما إذا كان سينفذ بالأساس تظل غير مؤكدة، إلا أن تحقيق انتصار مبكر، حتى وإن لم يدم طويلا، لا يزال يمثل تقدما كبيرا مقارنة بما حدث من قبل، والذى كان فى الأغلب سلسلة من البدايات الخاطئة.