كشف الإعلامي المصري توفيق عكاشة تفاصيل مهمة عن منعه من الظهور الإعلامي مؤخرًا وانطلاقته في التليفزيون المصري مطلع تسعينيات القرن الماضي، وكذا ثورة 25 يناير وما تردد عن مخطط توريث الحكم لجمال مبارك.

لماذا اختفيت من شاشات التليفزيون مؤخرًا؟

الحقيقة يا أستاذ محمد، أنا جئت فترة من الفترات وابتعدت بعد قرار من الدولة. ثم عدت للعمل على قناة "الحياة"، لكن بعد سنة وشهرين فوجئت بأن الدورة البرامجية لبرنامجي قد انتهت، فشكرًا لهم وخلصت التعاقد، وبعد ذلك كانت هناك اتصالات كثيرة من أجل العودة إلى الإعلام، والدولة كانت ترغب في عودتي، لكنني في تلك الفترة اخترت الابتعاد عن الأضواء والظهور الإعلامي.

أنت بدأت مسيرتك الإعلامية في التلفزيون المصري، هل يمكنك أن تخبرنا أكثر عن هذه الفترة؟

نعم، بدأت في التلفزيون المصري في عام 1991، وظلت هذه الفترة مستمرة حتى 2009، ثم انتقلت إلى قناة الفراعين التي تملكها أسرتي، وبالتحديد والدتي، وكانت فترة مميزة من مسيرتي الإعلامية، حيث تم انتدابي من التلفزيون للعمل في القناة.

لكن بعد عام 2011، شهدنا تحولات كبيرة في الساحة السياسية والإعلامية كيف ترى تلك الفترة؟

عندما اندلعت أحداث 25 يناير 2011، كان الهدف واضحًا: تفكيك الدولة وإسقاط مؤسساتها، كان لابد أن يكون موقف حازم من كل إنسان وطني يحب هذا البلد للوقوف خلف مؤسسات الدولة، من 2011 حتى 2016، كنت أركز في دعم هذه المؤسسات، حاشدًا الرأي العام وكاشفًا المخططات التي كانت تستهدف إعادة ترسيم الشرق الأوسط وفقًا لما يسمى "الشرق الأوسط الجديد".

كيف رأيت دور المؤسسات الوطنية في تلك المرحلة؟

بالفعل، كان هناك استهداف كبير للمؤسسات الوطنية في تلك الفترة، وكنت أشرح ذلك للناس، بدأت أتحدث عن دور الشرطة والقوات المسلحة، وكذلك جهاز المخابرات العامة والسلطة القضائية، وكنت أشرح كيف أن كل مؤسسة من هذه المؤسسات لها دور حيوي في استقرار الدولة وحمايتها.

وماذا عن الهجوم على أقسام الشرطة في تلك الفترة؟

الحقيقة، كنت أتابع وأجمع الفيديوهات التي تظهر هجمات على أقسام الشرطة في مصر، قضيت أيامًا طويلة لا أنام، وكان هدفي أن أُظهر للناس كيف تم التآمر على جهاز الشرطة وكيف كانت هذه الهجمات جزءًا من خطة أكبر لتفكيك الدول العربية.

ذكرت في حديثك من قبل أن جمال مبارك كان سيصبح رئيسًا لمصر، فما رأيك في هذا الموضوع؟

نعم، كان هناك حديث حول توريث الحكم لجمال مبارك، لكنني أؤكد لك وللجميع، جمال مبارك لم يكن راغبًا في حكم مصر، لقد كان ضد التوريث، وأنا أطمئن الدكتور يوسف: "أنا لن أورث جمال مبارك".

لكن من الذي قرر إبعاد الدكتور يوسف والي؟ هل كان هناك تآمر عليه؟

نعم، كان هناك تآمر ضده، والدكتور يوسف كان ضد فكرة التوريث، وبالتالي تم اتخاذ القرار بإبعاده.

ما هي الرسالة التي ترغب في توجيهها للشارع المصري؟

الرسالة هي أن مصر بحاجة إلى وعي وفهم حقيقي لدور كل مؤسسة في الدولة، يجب أن نكون جميعًا يقظين ومتحفزين لنتصدى لأي محاولة للتآمر على مؤسساتنا الوطنية، مصر أكبر من أي محاولات للنيل منها.