ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيِّين في العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنين ومخيمها، لليوم الثاني على التوالي، إلى عشرة شهداء. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينيَّة، باستشهاد عشرة فلسطينيِّين، وإصابة أكثر من 40 بجروح مختلفة، في إطلاق نار وقصف إسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، كما أشارت إلى تدمير جرافات الاحتلال للبنية التحتيَّة أمام المستشفى الحكومي في مدينة جنين، وإغلاق جميع مداخل المستشفى.

وفيما استقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، عقب الفشل في التصدِّي لهجوم حماس يوم 7 أكتوبر 2023، قال محافظ جنين بالضفَّة الغربيَّة كمال أبو الرب: إنَّ إسرائيل تعمل على تحويل مخيم جنين إلى بؤرة جديدة من الحرب على الشعب الفلسطيني.

وأوضح لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصريَّة، الأربعاء، إنَّ إسرائيل تريد تحويل محافظة جنين بالضفَّة إلى «غزَّة مصغَّرة مدمَّرة»، مشيرًا إلى استمرارها في إرسال التعزيزات العسكريَّة إلى المدينة ومحيط المخيم.

ولفت المحافظ إلى أنَّ إسرائيل تريد إحراج السلطة الفلسطينيَّة أمام العالم بأنَّها غير قادرة على حفظ الأمن في الضفَّة الغربيَّة.

وأوضح أنَّ الجانب الإسرائيلي يريد تصدير صورة للعالم أنَّ الأوضاع في الضفَّة غير مستقرة، وهناك عنف؛ ممَّا يستدعي -وفق زعمه- تدخُّله لبسط الأمن، وهي طريقة لاستمرار الاحتلال، واتِّساع رقعة احتلال الأرض الفلسطينيَّة.

وفي مدينة القدس المحتلة، اندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيِّين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها مخيم شعفاط؛ ممَّا أسفر عن إصابة شابَّين برصاص الاحتلال، بالإضافة إلى اعتقال عدد آخر، وسط إطلاق نار كثيف، وقنابل غاز تجاه منازل الفلسطينيِّين.

بدوره، أكَّد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، أنَّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لا يزال يشعر بالقلق البالغ بشأن العنف المستمر في الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة، وبشكل خاص العمليَّة العسكريَّة واسعة النطاق في جنين، التي أفادت التقارير أنَّها أدَّت إلى وقوع ضحايا من المدنيين.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين «الأونروا» إنَّ نحو 2000 أسرة قد شُرِّدت من المخيم خلال هذه الاشتباكات.

وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيَّة «أوتشا» عن القلق البالغ بشأن سلامة ورفاة الفلسطينيِّين في مدينة ومخيم جنين للاجئين، في ظل العمليَّة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيليَّة.

وبيَّنت التقارير الأوليَّة أنَّ الغارات الجويَّة، وأعمال التجريف الثقيلة، وعمليَّات القوات السريَّة أدَّت إلى سقوط عدد من القتلى وإصابة العشرات من بينهم عاملون في المجال الطبي.

وقد أدَّت العمليات الإسرائيليَّة السابقة في مخيم جنين إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتيَّة الحيويَّة؛ ممَّا أسفر عن انقطاع الخدمات الأساسيَّة عن المخيم بشكل كبير بما فيها المياه، وخدمات الكهرباء، وإدارة النفايات الصلبة.

إلى ذلك، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الأنباء التي أفادت أنَّ إسرائيل وافقت على منح السلطة الفلسطينية السيطرة الكاملة على معبر رفح بين غزَّة ومصر عند إعادة افتتاحه.

وحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، قال مكتب نتنياهو -في بيان- إنَّ السلطة الفلسطينيَّة تلعب حاليًّا دورًا محدودًا يتمثَّل في الموافقة على تأشيرات الخروج، مع ترك الباب مفتوحًا لاحتماليَّة توسيع هذا الدور في المستقبل.

واتَّهم البيان السلطة الفلسطينية بمحاولة «خلق انطباع زائف أنَّها تتحكَّم في المعبر»، مؤكِّدًا أنَّ الجيش الإسرائيلي ينتشر حاليًّا في المعبر، ولا يمكن لأيِّ شخص العبور دون إشراف وموافقة الجيش وجهاز الشاباك.

وأضاف البيان: إنَّ إدارة المعبر تتم حاليًّّا من قِبل سكَّان غزَّة غير المنتمين إلى حركة حماس، وذلك تحت إشراف دولي، بينما تقتصر مساهمة السلطة الفلسطينيَّة على وضع ختمها على جوازات سفر المغادرين من القطاع.

وكانت تقارير صحفيَّة، قد نقلت عن مصدر مطَّلع على المحادثات في القاهرة، أنَّ رئيس جهاز الشاباك رونين بار، ورئيس الموساد ديفيد بارنيا، اتَّفقا خلال اجتماعات مع المسؤولين المصريِّين على السماح للسلطة الفلسطينيَّة بإدارة المعبر «تحت إشراف دولي ومن الأمم المتحدة».