متابعة: هشام مدخنة
يشعر رؤساء شركات العملات المشفرة بالتفاؤل إزاء التغييرات التي طرأت على القواعد الفيدرالية الشاملة للصناعة التي مُرّرت هذا العام بعد عودة دونالد ترامب، الذي يدعم البيتكوين، إلى البيت الأبيض.
ويرى الرؤساء التنفيذيون في القطاع الآن مساراً أكثر وضوحاً نحو تأمين بعض القواعد الملموسة على الأصول الرقمية، على عكس الإدارة الأمريكية السابقة، التي اتخذت إجراءات إنفاذ صارمة ضد الكثير من شركات العملات المشفرة الكبرى.
وقال بريان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي ل «كوين بيس»، أكبر منصة تداول للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، في مقابلة تلفزيونية خلال الحدث السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس: «تدخل العملات المشفرة فجراً جديداً مع إدارة أمريكية بقيادة ترامب، بعد أن كنا نشعر أننا نتعرض للهجوم في السنوات الأربع الماضية من قبل الإدارة السابقة».
الوضوح التنظيمي
وأعلنت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية قبل أيام إطلاق فريق عمل للعملات المشفرة، يهدف إلى تطوير إطار تنظيمي شامل وواضح لهذه الأصول. وسيتولى الفريق مهمة تطوير مجموعة واضحة من القواعد للقطاع، مع معالجة القضايا المتعلقة بتسجيل العملات.
بدوره، سلط ريتشارد تنغ، الرئيس التنفيذي لشركة «باينانس»، الضوء على إصدار الرموز والتداول وإدارة الأصول بوصفها بعض الأشياء الرئيسية المتوقع أن تحرز تقدماً من حيث التشريعات الخاصة بالعملات المشفرة في الولايات المتحدة.
وقال تنغ: «أرى تنظيماً أكثر وضوحاً يحدث في أمريكا هذا العام، وهو ما سيكون داعماً لعملة البيتكوين والأصول الرقمية الأخرى». وأضاف: «لو قارنا ما حدث في الماضي بما يجري اليوم، لوجدنا أن صناعة التشفير تخترق أعلى مستويات جديدة على الإطلاق». حيث تجاوزت عملة البيتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم، حاجز ال 100 ألف دولار لأول مرة، وأصبح المتداولون متفائلين بشأن آفاق صناعة التشفير في ظل إدارة ترامب.
الاحتياطي الاستراتيجي للبيتكوين
أما جيريمي ألير، الرئيس التنفيذي لشركة «سيركل»، فيعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تحتفظ البنوك المركزية ببعض الاحتياطيات على شكل بيتكوين، وهذا قد يتسبب في العودة إلى الأموال المدعومة بالسلع الأساسية.
وقال ألير: «فيما مضى، عندما انفصلنا عن أموال السلع غير السيادية، شهدنا انتهاكات لا تصدق في جميع أنحاء العالم من خلال العملات الورقية، وما زال الأمر كذلك. الغالبية العظمى من الحكومات في العالم غارقة في الديون بشكل كبير». وأضاف: «لقد استغرق الأمر ما يشبه جراحة القلب المفتوح والعلاج بالصدمات الكهربائية في مكان مثل الأرجنتين للخروج من هذه الدائرة المفرغة. وأنا أحترم أن هذا موضوع مهم للحكومة الأمريكية الآن». وكان ترامب قد اقترح سابقاً أن الاحتياطي الوطني الأمريكي من عملة البيتكوين يمكن أن مدعوماً بأصول مشفرة استولي عليها من عمليات إجرامية، مثل المتسللين وحلقات الاحتيال.

تغيرات «وول ستريت»
مع بدء الأيام الأولى من إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية، بدأ المزاج يتغير في «وول ستريت» تجاه العملات الرقمية.وقال تيد بيك، الرئيس التنفيذي لبنك مورغان ستانلي خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: «بالنسبة لنا، المسألة تتعلق بما إذا كان بإمكاننا، كمؤسسة مالية خاضعة للوائح صارمة، أن نعمل كجهات منفذة للمعاملات».والتحول الملحوظ بين المسؤولين التنفيذيين في البنوك، الذين حضروا دافوس هذا الأسبوع، مرتبط بأجندة الرئيس ترامب الداعمة للعملات الرقمية. فترامب، الذي كان ناقداً صريحاً للعملات الرقمية في ولايته الأولى، غيّر موقفه خلال حملته الانتخابية لعام 2024 واعتمد بشكل كبير على أموال قطاع العملات الرقمية في جهوده لهزيمة نائب الرئيسة السابقة كامالا هاريس.وأصدر ترامب، أمراً تنفيذياً شاملاً يهدف إلى «حماية وتعزيز» استخدام وتطوير الأصول الرقمية.

 ويأتي هذا بعد فترة من التردد من جانب البنوك بسبب موقف الحكومة. فمنذ عام 2013، نفذت هيئة الأوراق المالية والبورصات أكثر من 200 إجراء تنفيذي يتعلق بالعملات الرقمية، وفقاً لبحث مؤسسة «كورنر ستون». وقال بيك: «سنعمل مع وزارة الخزانة والجهات التنظيمية الأخرى لمعرفة كيفية تقديم هذا بطريقة آمنة».يشير بيك إلى أن «مورغان ستانلي» سيعمل مع الجهات التنظيمية الفيدرالية لتعميق صلاته بأسواق العملات الرقمية. وقد اتخذ البنك خطوات جريئة مقارنة بنظرائه في «وول ستريت»، حيث كان أول بنك أمريكي كبير يقدم لعملائه الأثرياء إمكانية الوصول إلى صناديق البيتكوين في عام 2021.وفي أغسطس الماضي، أصبح أول لاعب رئيسي في وول ستريت يسمح لمستشاريه الماليين بتقديم صناديق تداول البيتكوين للعملاء.