شهدت مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، يوم الأحد، توافد العشرات من أبناء قبائل الحواشب في احتجاجات كبيرة للمطالبة بضبط المتهم بقتل امرأة من المنطقة، في حادثة أثارت استياءً وغضباً واسعاً بين المواطنين.

ووفقاً لمصادر قبلية، أقدم رجل يُدعى "عبيد الشجري" على قتل زوجته "ملاك أحمد محسن الحوشبي" بحرقها عمداً داخل منزله في منطقة المسيمير، إثر خلافات أسرية بينهما.

وأكدت المصادر أن أفراداً من عائلة الجاني اقتحموا المنزل الذي شهد الحادثة وقاموا بطمس الأدلة، بمساعدة بعض عناصر الأجهزة الأمنية في الحوطة، وهو ما اعتبره المحتجون "الاستهتار الصارخ بدم المغدور بها".

وفي رد فعل سريع، تجمع عشرات القبليين في وسط مدينة الحوطة مطالبين بالقبض على الجاني ومحاكمته، وسط اتهامات لإدارة أمن المحافظة بالتقصير والتواطؤ في التعامل مع القضية.

وأكد المحتجون أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم حتى يتم تحقيق العدالة وإنصاف الضحية.

يأتي هذا الحادث في وقت يشهد فيه اليمن تصاعداً ملحوظاً في حوادث العنف الأسري، حيث سبقتها عدة حوادث مروعة في مناطق مختلفة من البلاد.

من أبرز هذه الحوادث مقتل المعلمة "نسرين أديب" بعدة طلقات نارية أطلقها زوجها "فارس أنيس" أثناء توجهها إلى مدرستها في العاصمة عدن. كما سجلت محافظتا تعز وإب حوادث عنف أسري أخرى أثارت استنكاراً واسعاً بين المواطنين.

وفي سياق متصل، حذر مصدر أمني من تزايد حالات العنف الأسري في اليمن، مشيراً إلى أن الأسباب الرئيسية لذلك تعود إلى تردي الأوضاع المعيشية، وتفاقم الخلافات الأسرية، وضعف الوازع الديني.

وأكد المصدر أن غياب الخطط الحكومية والدراسات التي تهدف إلى معالجة هذه الظاهرة قد يؤدي إلى تفاقمها، داعياً إلى تدخل عاجل لمواجهة هذه القضية التي تهدد استقرار المجتمع.