مع الشروق :عصرها الذهبي و عصرنا الأغبر - اخبارك الان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق :عصرها الذهبي و عصرنا الأغبر - اخبارك الان, اليوم الأحد 26 يناير 2025 12:09 صباحاً

مع الشروق :عصرها الذهبي و عصرنا الأغبر

نشر في الشروق يوم 25 - 01 - 2025

alchourouk
كان لافتا للنظر في خطاب تنصيب الرئيس الأمريكي، حديثه عن أن "عصر أمريكا الذهبي قد بدأ الآن"، و الملفوظ ليس مجرّد عبارة تستخدم للاستهلاك الإعلامي، بل هي مقترنة في تاريخ الحضارات و الشعوب، بما حققته من توسع جغرافي و من إنجازات علمية جعلتها تسود العالم. و مشروع ترامب هو على درجة من الوضوح بما يجعله قائدا إمبراطوريا جديدا يريد أن يجعل أمريكا إمبراطورية حقيقية تهيمن على كل العالم، وتستحوذ على مفاصل القوة الثلاث و هي المال والطاقة و التكنولوجيا.
وفي أحد خطاباته قال ترامب إنّ عصر العولمة قد انتهى ليبدأ عصر الأمركة. وفي هذا أكثر من دليل على أنّ للرجل مشروعا واحدا وهو جعل أمريكا اكثر قوة. وفي العام 2019 أعلن ترامب على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة أن "المستقبل لا ينتمي إلى العولميين". وعليه فإنّ الحالمين بأن عصر العولمة و بما سيصنعه من رفاهية مشتركة لكل شعوب العالم كما وقع الترويج لذلك في تسعينيات القرن الماضي- وهو في الواقع لم يكن كذلك- يمكن أن يستمر، فإن رجل أمريكا الأول يعدهم و يعد منظّري هذا الطرح بأنّه سينهيه لتحلّ محلها نظرية العصر الذهبي الأمريكي، بمعنى أنّ الرفاهية ستكون للأمريكيين وحدهم، دون غيرهم فيما ستحصد بقية شعوب العالم من شوك السنوات العجاف التي سوف تمتد إلى حد نهاية ترامب على الأقل.
إن العصر الذهبي لأمّة ما هو بالضرورة عصر "أغبر" لبقية الشعوب، فذلك العصر مبني بالضرورة على حقيقة التوسع الجغرافي وهذا غير خاف في خطاب ترامب، الذي يريد ضم كندا وقناة بنما و جزيرة غرينلاند الدنماركية. ويقوم هذا العصر الذهبي كذلك على دفع بقية الشعوب الجزية للإمبراطورية الأمريكية، وهذا واضح كذلك في خطاب التنصيب و في تصريحات ما بعد التنصيب، حيث بدأ العمل حثيثا على إجبار الشعوب على الدفع فهو قد خاطب السعودية الدولة الغنية وفرض عليها استثمارات ب500مليار دولار، سرعان ما تراجع عنها ليرفع السقف إلى تريليون دولار في أربع سنوات فقط بمعدل 250 مليار دولار في السنة الواحدة. وخاطب الأوروبيين حلفاءه بخطاب نرجسي وأذلهم بما دفعهم إلى استشعار خطر قادم إليهم.
أما محور الأعداء فالمقايضة واضحة، إذا أردتم سلاما فلتتبعوا ما يفرضه من رسومات جمركية، وضرائب و إلاّ فإنه لا سلام لمن يعادي سياسته. إن خطاب الأمركة البديل لخطاب العولمة في السياسة الأمريكية و الترامبية اساساّ، يجعل العالم يقف على ابواب أزمات جديدة قد تكون عاصفة بالسلم و الأمن الدوليين، وهذا يخالف خطاب ترامب الذي يقول إنه يريد إنهاء كل الحروب القائمة.
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق