وسط برنامج حافل، تواصلت فعاليات مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي في دورته الأولى، لتثري زوار الحدث بكثير من التجارب حول القارة السمراء.
وتستمر أنشطة المهرجان، الذي ينظم تحت شعار «حكاية إفريقيا» حتى اليوم، إذ يفتح منصة تجمع بين الثقافة والفن والأدب، وتعكس جمال القارة الإفريقية بقصصها وفنونها وتقاليدها التي تتناقلها الأجيال.
وأكد الكاتب الحاصل على جائزة نوبل للآداب 2021، الروائي التنزاني، عبدالرزاق قرنح، أن الأدب الحقيقي يتجاوز الحدود لتخاطب رسالته الجميع، مشيراً إلى الموضوعات المختلفة التي يتناولها في أعماله، خصوصاً روايته «حياة لاحقة» التي تميزت بتعمقها في قضايا إنسانية كبرى.
وأجاب قرنح، خلال جلسة أدبية ضمن المهرجان، عن سؤال حول شعور الكثيرين من قراء المنطقة العربية بأن أدبه يخصهم، وأنه واحد منهم: «أنا من زنجبار، وزنجبار بما أنها على ساحل إفريقيا الشرقي، فهي قريبة من بلدان عربية كثيرة، ومن المؤكد أن ثمة تقاطعات ثقافية بينها والبلاد العربية وغيرها، أيضاً ربما لأننا ومعظم البلدان العربية في أوقات سابقة عشنا تجارب مشابهة تحت الاستعمار البريطاني والفرنسي والألماني، وكانت هذه القصص جزءاً من ذاكرتنا الجماعية، لكنني أحب أن يدّعي الجميع أنني منهم، وهذا يعجبني كثيراً».
وعن الأدب الإفريقي وما يميزه عن غيره، أكمل: «لا أعتقد أن هذا الأدب يقدّم شيئاً لا يمكن لأي أدب آخر أن يقدّمه، ما يفعله الأدب، إذا قرأناه بعناية، أنه يمنعنا من التعميم أو التحيز، لأنه يتحدث عن أشياء محددة وأوقات معينة وأشخاص محددين».
وشدد على أن الأدب الحقيقي يحمل رسالة عالمية تتجاوز الحدود، فهو يخاطب الجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو مواقعهم، وتابع: «ما نحتفل به الليلة هنا في الشارقة هو أننا نقول ها نحن، هذه هي أصواتنا، ونحن نخاطب أشخاصاً، بعضهم ليسوا من إفريقيا.. هذا دور الأدب، أن يتجاوز الحدود وأن يخاطب الجميع».
إقبال على «الفخاريات»
شهد مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي، ضمن فعاليات دورته الأولى، ورشة تعليمية متخصصة حملت عنوان «الفخاريات الإفريقية»، أتاحت للجمهور فرصة لاستكشاف واحد من أبرز الفنون التقليدية التي تعكس عمق الثقافة الإفريقية وتاريخها.
واستقطبت الورشة التي قدمتها الحِرفية الكاميرونية في صناعة الفخار، جانين ياما، مشاركين من مختلف الأعمار، وشكّلت تجربة تفاعلية ليتعرّف الجمهور إلى تقنيات تشكيل الطين، وتحويله إلى مشغولات فخارية تحمل طابعاً فنياً ومعنى ثقافياً وإبداعياً.
عبدالرزاق قرنح:
ما يفعله الأدب، إذا قرأناه بعناية، أنه يمنعنا من التعميم أو التحيز.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق