يشهد "سوق المزارعين" في محافظة القطيف إقبالًا كبيرًا من الزوار في دورته الحالية التي تقام من 22 يناير حتى 1 فبراير 2025، تحت إشراف وزارة البيئة والمياه والزراعة. يضم السوق مجموعة من الفعاليات والأنشطة التفاعلية التي تجمع بين الفن، الزراعة، الحرف اليدوية، والتراث، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من المأكولات الشعبية. يعد السوق وجهة مثالية للعائلات والأفراد الراغبين في تجربة تسوق ثقافية وترفيهية فريدة.

ورشة العمل: فرص تعليمية تفاعلية

ضمن الفعاليات المميزة للسوق، تقام ورش عمل تفاعلية في مجالات متنوعة، حيث يقدم الفنانين ورشًا في فنون الزراعة، الطبخ، وفن تشكيل الطين. ومن أبرز هذه الورش كانت ورشة تشكيل الطين التي قدمتها الفنانة التشكيلية ازدهار أبو الرحى، حيث شهدت إقبالاً واسعًا من الأطفال لتعلم أساسيات الفن والإبداع باستخدام الطين. الورشة تهدف إلى تنمية المهارات الإبداعية للأطفال وتعريفهم بفن تشكيل الطين بطريقة ممتعة وشيقة.

الحرف اليدوية والمنتجات الشعبية

تعتبر الحرف اليدوية جزءًا أساسيًا من نشاطات السوق هذا العام، حيث يقدم عقيل المرهون مجموعة من الإكسسوارات المصنوعة من نوى التمور، مثل تزيين الفراشات والفضة، وهي فكرة مبتكرة تستفيد من المواد المتوفرة في البيئة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، يشارك مدحت الخير الذي يقدم اللبان العماني والمنتجات الطبيعية التحويلية الخاصة به، ليعكس التراث الغني بالمنطقة. كما لاقى ركن الصابون الطبيعي إقبالًا لافتًا، حيث قامت الحرفيات بتقديم 12 نوعًا مختلفًا من الصابون الطبيعي المصنوع من مواد عضوية مثل زيت الزيتون والعسل والشوفان، بالإضافة إلى صابون الورد والكركم.

الزراعة المائية والمنتجات العضوية

وفي إطار استعراض الابتكارات الزراعية، قدم المختص باسم المسلم ورقيات وعطريات منتجة عبر الزراعة المائية العضوية التي تتبع أساليب تعقيم حديثة للحد من استخدام المبيدات. يتم إنتاج هذه المنتجات في بيئة نظيفة وطبيعية، ما يعكس التوجهات الحديثة في الزراعة العضوية في المنطقة.

المنتجات الزراعية والتحويلية في السوق

يوفر "سوق المزارعين" لزواره فرصة استكشاف مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية المحلية، حيث يعرض السوق 60 ركنًا يحتوي على خضروات وفواكه طازجة من مختلف الأنواع. بالإضافة إلى ذلك، يقدم السوق منتجات محلية مثل العسل والتمور ومنتجات الألبان وصناعات تحويلية تشمل دبس التمر وصلصة الطماطم العضوية بالأعشاب، مما يعكس تنوع وثراء المنتجات التي تنتجها المنطقة.

ختامًا: تجربة تسوق ثقافية وترفيهية فريدة

يُعد "سوق المزارعين" في القطيف حدثًا ثقافيًا وترفيهيًا مميزًا يجمع بين الزراعة، الفنون، والحرف اليدوية، ما يجعل من زيارة السوق تجربة غنية للمجتمع. كما يوفر السوق منصة لرواد الأعمال الزراعيين للتفاعل مع الجمهور والترويج لمنتجاتهم، ويعكس التطور المستمر في القطيف والمنطقة الشرقية بشكل عام.